تفسير أيقونة الميلاد
الجزء الخامس...٥. القديس يوسف:
الجزء الخامس...٥. القديس يوسف:في بعض الأيقونات تتسم نظراته بالحذر من مريم والطفل، وفي أيقونات أخرى هو يدير ظهره لهما كإشارة لرفضه أبوة الطفل. أما في أشهر الأيقونات فهو بعيد عن الحدث ويقف معه رجل هرم أحدب يرمز للشيطان الذي يجربه بأفكار شريرة عن الحبل والولادة.
يوسف المستسلم لتأمل عميق يغلب على وجهه طابع مأساوي، هو ليس أب الطفل بل مربيه، والشيطان وقف يقنعه بأن الولادة من عذراء هو أمر مستحيل ومخالف لقوانين الطبيعة، هو يزرع في رأسه الأفكار عن الخيانة.
وضعية يوسف في الأيقونة ليست إنتقاصاً من قداسته ولا من دوره وإنما أرادت الكنيسة من خلال إبعاده عن المجموعة الأساسية الرد على كل الهرطقات والبدع التي تشكك بعذرية العذراء الدائمة وبالحبل من الروح القدس، وبذلك تؤكد الكنيسة أن المسيح المولود لا أباً بشرياً له.
من جهة أخرى، إن شك يوسف بمريم حدث قبل تاريخ ميلاد الرب بنحو تسعة أشهر، وبالرغم من تبدد هذا الإرتياب نهائياً بعد حلم يوسف،(متى ١:٢٠):
"وَلكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هذِهِ الأُمُورِ، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ، لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ. لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ."
أرادت الكنيسة ربط هذا الحدث بميلاد الرب من خلال الأيقونة، هو يمثل حالة كل فرد منا، فجميعنا قد لا نفهم طرق الرب وتدبيره، ولكننا بالصبر والنعمة نحن مدعوون مثل يوسف للقبول بمشيئة الرب والدخول في مشروعه الخلاصي.
فيوسف في الأيقونة لا يمثل شخصه فقط بل كل الجنس البشري.
يتبع...
