كلام معزي جدا ودرس عميق أعجبني:
- مثلث الرحمات نيافة الحبر الجليل الأنبا أثناسيوس مطران كرسي بنى سويف والبهنسا
هقول كلام اول مرة أقوله وضميري شاهد لى بالروح القدس انه حق وصدق (١٩٦٢ - ٢٠٠٠م)
الأستاذ عبد المسيح بشارة - الراهب مكاريوس السرياني - نيافة الأنبا أثناسيوس
† نموذج فريد وحيد من الأبوة والرعاية
- مطران ناسك عابد - مطران حكيم واعي فاهم - مطران دارس ومتعمق في كلمة الله - مطران قلبه تطهر بنعمة المسيح
خلوني احكى لكم قصة بسيطة عشان تعرفوا ليه انا هعيش طول العمر احكى عنه وهعيش طول العمر احبه لغاية ما التقي به
هاهى القصة :
كنت مكلف كشماس مكرس بتغطية مرحلة إعدادي علي مستوى الايبارشية الممتدة من الواسطي شمالاً إلى سمالوط جنوباً متابعة الخدمة والخدام والأنشطة وكنت وقتها شابا لم أتجاوز ال ٢٥ عاما
وحدث مايلي :
عدت من خدمتى وكانت زيارة ليوم كامل لمنطقة كنيسة المدينة و٤ كنائس في القرى المجاورة لها ورجعت علي الساعة الحادية عشر ونصف وكان اليوم الأربعاء ومنتصف شهر يوليه وصلت المطرانية وصعدت الي السلالم التي تأخذني إلى الدور الثالث حيث سكن المكرسين
ابونا يوسف انور- الاخ انسي - ابونا ابانوب صبحى - دكتور امير وضعفي
وطبيعي قبل الوصول إلى الدور الثالث كان لزاما علي ان امر علي الدور الثاني حيث سكن نيافة المطران الجليل وقبل ان تصل قدماي الدرجة ( درجة السلم ) التي تواجه باب سكن نيافة المطران سمعت صوت نيافته ينادي ويقول: تعالي يابنى شوية قبل ما تطلع فوق ( يقصد الدور الثالث)
طرقت الباب خفيفا ودخلت قال : أكلت حاجة ؟
ترددت وقلت : الحمدلله سيدنا
قال : جاوب سوالي
أكلت حاجة ولا لا
قلت : الحقيقة لا ، بس اكيد نيافتك فوق في أكل
قال : لا مفيش عشان تاسوني مريم عيانة ومعملتش آكل انهارده ( كانت مسئولة عن تدبير طعامنا وقتها نيح الرب روحها الطاهرة)
قلت ومعدتي تعتصر جوعا وفكرة انه مفيش أكل أزعجتني فقد كنت علي لحم بطنى من الصباح
وقلت : هشوف اي حاجة أكلها فوق
سيدنا صمت وتطلع في مبتسما دون كلام وقام من جلسته واتجه الي السفرة المتواضعة جدا
واشار لى : تعال ..
سرت خلفه
فتح الثلاجة القديمة جدا وراح يتصفحها ويتفحصها واخيراً وجد طبق فيه مخلل، وطبق آخر فيه بصارة، ورغيف خبز نصف جاف ووضع كل هذا امامى، وانا صامت أتعجب مطران في هذا السن وفي هذا المنصب الرفيع وفي هذا الوقت المتأخر يقف ليقدم طعاما لشماس صغير لا وزن له
وطبعا لم يقدم طبق البصارة بارداً اخذه وأفرغه في حلة صغيرة وأشعل البوتاجاز المتهالك ثم قدّمه ساخنا
حاولت ان أتحرك من مكاني لأقوم بكل هذه المهام إلا انه كان دون كلام يشير لي بعدم الحركة
جلست آكل البصارة التي لم اكن أطيق حتى شكلها وطبق المخلل ورغيف الخبز.
نسيت ان اقول قبل ان أبدا الأكل رشم بيده الصغيرتين علامة الصليب وقال :
يارب يسوع بارك الطعام وبارك ابنك واجعل هذا الطعام شفاء وغذاء لجسده امين
وهناً لابد ان الفت النظر لنقطة ربما لا ترد علي ذهنكم
وهى :
هو نيافته عرف ان تاسوني مريم عيانة ومعملتش اكل اليوم كله
وعارف ان اخد شمامسته راجع واكيد محتاج يأكل
شوف قلب الراعي الأمين يفكر ازاى
يترك باب سكنه مفتوح ( الدور الثاني) عشان يقدر يلاحظنى وانا راجع وده بالضبط اللي حصل
لو لم يكن قلبه عمران بمحبة الله كان دخل نام ولا يشغل باله اللي يأكل يأكل واللي يجوع يجوع
هى دي الرعاية اللي كتبت عنها امبارح
هى دي الأبوة والخدمة اللي حسب الانجيل
هو ده مثلث الرحمات نيافة الحبر الجليل الأنبا أثناسيوس
ودي قصة من ١٦٠ قصة بالتاريخ والساعة والثانية ( كتاب جديد جارى إعداده)
القصة منقولة مع بعض التعديلات من مذكراتي الخاصة شعر يوليه عام ١٩٩٨م)
مع خالص تحياتي
القمص صموئيل صلاح بولس
نيوجرسي/ آمريكا