الاحد الاول من شهر كيهك المبارك ( لوقا 1 : 1 – 25 )
(( البار والاستجابة ))
يصف الكتاب المقدس ابونا زكريا الكاهن وزوجته اليصابات انهما : -- ( كانا كلاهما بارين امام الله , سالكين في جميع وصايا الرب واحكامه بلا لوم ) " لو 1: 6 " ما اجملها شهادة لاسرة كهنوتية عاشت للرب وسلمت حياتها محققة قول الكتاب ( ااما البار فبالايمان يحيا ) " فهي نموذج للاسرة المثالية التى تسلك بالبر فابونا زكريا رجل بار والكتاب يقول ان ( طلبة البار تقتدر كثيرا في فعلها ) " يع 5 : 16 " ومن هذا المنطلق طلب ابونا زكريا من الله ان يعطيه نسلا ولكن الله تمهل لكي ما يعطيه عطية عظيمه لها قيمتها ودورها الهام في المجتمع وفي الاعداد لقضية الفداء انه لايمكن ابدا ان ينسى الله اولاده ولكن ممكن ان يصبر عليهم الى حين لان ( كل من اتكل عليه لا يعاقب ) " مز 34 : 22 " ولكن الانسان البار الذي يعرف الله معرفة حقيقية يتحلى دئما بالصبر متاكدا ان الله قريب منه ولا يتركه كما يقول المزمور" ( قريب هو الرب من منكسري القلوب ويخلص المنسحقي الروح كثيرة هي بلايا الصديق ومن جميعها ينجيه الرب) " مز 34 18 : 19 فكان ابونا زكريا وزوجته منكسري القلب امام الرب بسبب طلبتهما ولكنهما لم ولن يبتعدا عن الله او يفقدوا الرجاء فيه عاملين بقول الكتاب ( بالرجاء فرحين وفي الضيق ثابتين وعلى الصلاة مواظبين ) ( رو 12 : 12 )
الاستجابة : - لقد استجاب الرب لزكريا في الوقت المناسب لان لكل شئ تحت السماء وقت وجاء جبرائيل الواقف امام الله بالبشرى قائلا ( لا تخف يا زكريا , لان طلبتك قد سمعت وامراتك اليصابات ستلد لك ابنا ) " لو 1 : 13 " هذه هي العناية الالهية ان الله لم يترك زكريا في شيخوخته منكسرا بل اراد ان ياكد له انه يمهل ولا يهمل فذلك جاء الملاك برساله فيها كل احتياجاته مع طمانينة واستجابه لطلبة وعرفه ان للمولود شان عظيم . وهنا لسان حال ابونا زكريا يقول ( اذ دعوت استجب لي يا اله بري في الشدة فرجت عنى ... اذبحوا ذبائح البر وتوكلوا على الرب ) " مز 4 : 1 – 5 " . لذلك يجب على كل انسان يعيش حياة البر وتحمل الانكسار ليرى مدى حب الله له واستجابة طلبته .
والى الهنا كل مجد وكرامة الى الابد امين
الراهب القمص متى الانبا بيشوي