كانت الارض لسانا واحدا ولغة واحدة حتي جاء نمرود المتمرد ونسله بفكرة بناء البرج الذي رأسه بالسماء . فكانوا اهل مشورة شريرة وخصومات وانقسامات وتشتت الارض كلها . غرورهم وتكتلهم جعلهم يتكلوا علي انفسهم ليأمنوا انفسهم من كوارث الحياة بعيدا عن قوة الله وقدرته .
لكن الله لايشمخ عليه ، فقد نظر الي مذلتهم ونزل لينقذهم من غيهم الشرير . " فقبل الكسر الكبرياء وقبل السقوط تشامخ الروح " "ام ١٦ : ١٨ ".
وبما ان اللسان اداة السيطرة والنفوذ والنفخة الكذابة ، بلبل الله السنتهم فتبددوا وتشتتوا علي وجهه الارض ، هكذا شاءت ارادة الله ( تك ١١ : ١ ) . ومثلما كان برج بابل مكان للتمرد والبلبلة وطياشة الانقسام بالتشامخ ، صارت علية صهيون يوم عنصرة خمسين حلول الروح القدس ، هي موضع انجماع المتفرقين والوحدانية بالمحبة والخضوع تحت يد الله القوية .. انها آية صالحة للانجماع والقرابة التي اعطانا اياها المسيح الهنا بواسطة روحه الواحد الغير قابل للانقسام والغير قابل للانفصال . فلنترك بابل ولنسكن علية المتوحدين معا في بيت واحد ، اذ لا مجال هنا للفرقة والتنازع والخصومات والفضائح !! لامجال للتنافس والحقد والاستعلاء والتشكيك . فقد سقينا روحا واحدا لنخدم مسيحا واحدا لاينقسم ، وروحه القدوس بنفسه ختمنا به ليوم الفداء وهو بشخصه الذي يعمل ويشفع فينا كل حين ؛ وهو الذي اعطانا رتبة البنوة منذ ان ولدنا من رحم الكنيسة ( معمل وجرن الثالوث القدوس ) مخلوقين لاعمال صالحة قد سبق الله فاعدها لاجل مجد ملكوته الابدي ،
القمص اثناسيوس فهمي جورج