+ قلبنا وإنساننا الداخلي هو العرش المفضل لله الذي يشتهى الله ان يحل فيه { يا ابني اعطنى قلبك ولتلاحظ عيناك طرقي}(ام ٢٣: ٢٦). ولهذا يوصينا الكتاب ان نلاحظ ونحفظ قلوبنا { فَوْقَ كُلِّ
تَحَفُّظٍ احْفَظْ قَلْبَكَ، لأَنَّ مِنْهُ مَخَارِجَ الْحَيَاةِ.} (ام ٤: ٢٣). فإن كان الشر ينبع من داخل الإنسان فكل صلاح وخير ومحبه تنبع من قلبه { اَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ الصَّالِحِ يُخْرِجُ الصَّلاَحَ، وَالإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ الشِّرِّيرِ يُخْرِجُ الشَّرَّ. فَإِنَّهُ مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ فَمُهُ} (لو ٦: ٤٥). ما نغذى به حواسنا وعواطفنا وارواحنا هو الذي نفكر فيه ونعمله. لهذا جاء المسيح لينير خفايا الظلام ويطهر قلوبنا ويقدس الإنسان بتجسده ويجعل قلبنا هيكلاً للروح القدس{ أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ، وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ؟} (١ كو ٣: ١٦) . فلندخل الي مخدع قلوبنا ونتكلم مع الله الساكن فينا ونملكه علي قلوبنا وحواسنا وأفكارنا. ونتوب عن الضعفات والخطايا ونقدم له قلبنا كمذبح مكرس للصلاة والشكر والتسبيح ومن محبة الله الساكن في القلب نخرج الصالحات.
+ لنجلس مع إنفسنا ونكشف لله عما بداخلنا ونعترف بضعفنا وخطايانا ان كان بالفعل أو القول أو الفكر ونتوب ونعترف بها ونقلع عنها ونصلح أحوالنا ونصطلح من الغير ونصنع خير ونصلي ليسكن الله في قلوبنا ويطهرها ونتغير بتجديد وتنقية أذهاننا وقلوبنا ليكون لنا فكر المسيح ونكرس قلوبنا وحياتنا لله. ونعمل بكل قلوبنا علي صنع ارادة الله لتفوح منا رائحة المسيح الذكية { شُكْرًا ِللهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ، وَيُظْهِرُ بِنَا رَائِحَةَ مَعْرِفَتِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ. لأَنَّنَا رَائِحَةُ الْمَسِيحِ الذَّكِيَّةِ ِللهِ، فِي الَّذِينَ يَخْلُصُونَ وَفِي الَّذِينَ يَهْلِكُونَ. لِهؤُلاَءِ رَائِحَةُ مَوْتٍ لِمَوْتٍ، وَلأُولئِكَ رَائِحَةُ حَيَاةٍ لِحَيَاةٍ.} (٢ كو ٢: ١٤-١٦). نعمل الخير ونحب الله والغير، وحتى عندما تضغطنا الحياة والظروف يظهر ما بداخلنا من خير وصلاح ومحبة. عندما نعصر الزيتون نستخرج منه زيته وعندما يعصر الورد يخرج لنا العطر كرائحة طيبة. المسيح الهنا الصالح علي الصليب وقت الشدة فاحت محبته لصالبيه وقال يا ابتاه اغفر لهم لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون، فان كان المسيح فيك ففي الشدة يجب ان تظهر ثمار الروح منك، محبة وسلام وصبر ويكون ملكوت الله داخلك ويري الناس اعمالك الصالحة ويمجدوا الله.
+ تعال أيها الرب الإله واملأ كياني بحضورك البهي فيتبدد الظلام وتهرب كل أفكار الشر، ويحل سلامك داخلي. ليكن قلبي مسكنا لك ترتفع منه الصلوات النقية والأفكار النورانية ويحل ملكوتك داخلي ليتبارك اسمك القدوس ويتمجد كل حين، أمين.
القمص أفرايم الأنبا بيشوى