"أما الروح المكسورة فمن يحملها؟"
(أم 18: 14)
خلق الله الإنسان ويتوق أن يراه سعيداً
وصحيحاً "جسداً وروحاً ونفساً".
محَرراً من كلّ معاناة نفسيّة
ومن كلّ جروح الماضي وآثارها السلبيّة.
فكم من الناس مصابون بجروح نفسيّة
بسبب غضب شديد أصابهم،
أو بسبب مشاعر الذنب
أو مشاعر الاكتئاب التي يرزحون تحت ثقلها،
أو بسبب مشاعر الرفض من الآخرين
أو بسبب مشاعر النقص،
وغير ذلك من مُسببات الجروح النفسيّة
التي تركت أثرها السلبي والمؤلم على حياتهم،
وشوّهت نظرتهم إلى الله وإلى محبّته من نحوهم،
فأصبحوا ينظرون إلى الآخرين
وإلى أنفسهم وحتى إلى الحياة
بنظرة مشوّهة...
فالله الذي يعرف داء النفس؛ يعرف دواءها.
وشفاء النّفس وتحريرها هو جزء رئيسي لا يتجزأ
من رسالة المسيح لعالمنا.
لا يوجد من يخلو من جروح النفس
وأوجاعها بشكل من الأشكال،
ولا يوجد من لا ينتظر المحرّر
الذي يستطيع أن يفك قيوده ويحرّره.
إن الشفاء النفسي يجعل الإنسان حراً طليقاً
ذا شخصيّة سويّة
يستقبل الأمور بطريقة سليمة وناضجة،
ويصبح قادراً على أن يعيش نفسه وليس آخر.
وهكذا يتعامل مع الحياة بأرضيّة
غير مريضة أو مشوّهة.
والمسيح الذي جاء إلى عالمنا؛
جاء يبشّرنا بأنه هو يحمل أثقالنا عندما قال:
"تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين
والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم".
إن شفاء نفسك
ما هو إلا تخصيص نفسك لله،
أي تجعل الله يمتلك نفسك
بعد أن تكون قد تحررت
من بصمات العدو وسيطرته عليها،
ثم يعمل روح الله القدوس
على إعادة بناء تفكيرك وردود أفعالك
ويهذب شخصيتك.
وتأكد أنه الإله القادر على كل شيء،
وهو ينتظر منك أن تطلب منه بثقة وإيمان..!!