🎄 في العهد القديم، ارتبط الماء بالعصر المسياني كأحد ملامحه النبوية، وفي العهد الجديد ارتبط بحياة السيد المسيح ذاتها. ففي نهر الأردن، بدأت الكنيسة رحلتها، إذ وجدت لنفسها موضعًا في المسيح يسوع، الذي وهبها البنوة، وافتتح طريق المعمودية. ومن بعد صعوده، صار كصخرة موسى التي كانت تتبع الشعب في البرية وتفيض بالماء، رمزًا للروح القدس المُعطى في عيد العنصرة وسط هذا العالم القفر.
⭐ يقول القديس أمبروسيوس:
*اعتمد الرب ذاته... لم يعتمد ليطهر، وإنما ليُطهِّر الماء، فإذ نزل إليها المسيح الذي لم يعرف خطية، صار لها سلطان على التطهير، وبهذا كل من يُدفن في جرن المسيح يترك فيه خطاياه].
🪴 في بدء خدمته العلنية، استخدم الرب الماء ليحوله إلى خمر في عرس قانا الجليل، مفرحًا قلوب أصحاب العرس والمدعوين (يو ٢: ١-١١). إعلان أن حضوره في الحياة يُحوِّل المألوف إلى سرٍّ مبهج.
🍀 وعندما أعلن خطبته للأمم، اختار أن يتم ذلك عند ماء بئر يعقوب (يو ٤)، فالماء هنا لم يكن للري فقط، بل صار مسرحًا للوعد بالخلاص، حيث كشف عن ذاته كينبوع ماء حي ينبع إلى حياة أبدية.
🌿 وحتى في تعليمه عن المحبة، لم يتجاوز كأس الماء البارد الذي يُقدَّم لطفل فقير (مت ١٠: ٤٢)، فصار الماء رمزًا للمحبة الصادقة والخدمة الباذلة.
🍇 وفي لحظة موته، إذ انشق جنبه، خرج منه دم وماء (يو ١٩: ٣٤)، ليؤسس بسرّي المعمودية والإفخارستيا ميلادًا جديدًا للكنيسة من جنبه المطعون، كما حواء من جنب آدم.
🌷 وعندما أرسل تلاميذه إلى العالم، أوصاهم قائلًا: «فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس» (مت ٢٨: ١٩)، فالماء المعتمد عليه صار وسيلة إعلان الملكوت والدخول إلى شركة الحياة الأبدية.
🌴 وحتى حين أشار إلى موضع الفصح الأخير، أعطى علامة لرجل يحمل جرة ماء (مر ١٤: ١٣)، وكأن كل أحداث الفداء مرتبطة بماء مقدس يُمهد لمائدة الخلاص.
⭐ يقول العلامة ترتليان:
*يا لقدرة نعمة المياه في نظر الله ومسيحه لتثبيت المعمودية! لن تجد المسيح بدون المياه!].
💠 سيدي الحبيب، لقد قبلتَ المعمودية لتغسلني بمائها، فأطهر... من يدفن فيها يترك خطاياه، ينعم ببنوتك، ويصير فيك خليقة جديدة. فبنعمتك أُولد من فوق، وأحيا لك جديدًا كل يوم، دامت لكم النعمة والسلام، وسُقيت حياتكم دائمًا من نهر محبة المسيح💠