"ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب" مز 34: 8
الق نفسك في دائرة الله. عش معه واختبره. جرب الاتكال عليه. حينئذ سترى عجائب من عمله معك. أما إن كنت طول حياتك تحصر نفسك في دائرة إمكانيات الفكر، والذكاء البشرى، وخبرات المجتمع، ومشورات الناس، بعيدًا عن الله، تأكل كل يوم من شجرة معرفة الخير والشر، فكيف تصل إذن إلى الإيمان؟! إذن اختبر عمليًا وجود الله في حياتك. عاشره لتعرف من هو. وكما قال داود النبي "ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب" (مز 34: 8). ولعل سائلًا يسأل: وكيف ندخل في الخبرة مع الله؟ أقول: أبصر الله في كل أمر
مثال: المؤمن إذا مر على حديقة ورأى زهرة من الزهور، لا يكتفي بالتمتع بشكلها ورائحتها كما يفعل العلمانيون.. إنما يقف أمامها منذ هلًا ويقول: ما هذا
الجمال الذي خلقته يا رب؟! وما الألوان العجيبة التي يعجز أمهر الفنانين عن أن يصنعوا مثلها.. لاشك أن الزهور الصناعية جميلة ومتقنة، ولكنها ليست في هذا التناسق، كما أنها لا حياة فيها، ولا نضارة، ولا رائحة لها. إنها جمال ميت
حقًا ، إن التأمل في البيعة بهذا الأسلوب، يقوى الإيمان
أهل العالم يتأملون البيعة منفردة، قائمة بذاتها، وقد فصلوها عن الله. أما الذي يريد أن يقوى إيمانه فإنه يرى الله في الطبيعة.. أليست هي صنعة يديه؟.. وهكذا كان داود النبي يقول "السموات تحدث بمجد الله، والفلك يخبر بعمل يديه (مز19: 1). أتراك تعجب بليلة قمرية جميلة، دون أن تمجد الله خالق القمر؟! تذكر الله هكذا، ليكون الله بالنسبة إليك حقيقة عملية، وليس مجرد حقيقة عقلية تثبتها البراهين.. بهذا تحيا مع الله كل يوم
إن أردت أن يقوى إيمانك، لا يفضل مخلوقات الله على الله
لا تبهرك الطبيعة، ولا تنسى الله خالقها. لا يبهرك العقل البشرى وتصرفه في المادة. وإنما قل: عجيب أنت يا رب! كيف خلقت المادة هكذا، بهذا الخاصية وبهذا المفعول، بحيث يمكن للعقل أن يستخدمه في كل هذه الأغراض..! أترانا نعجب بطبيب يستخلص دواء من مادة معينة، بينما ننسى الله الذي وضع هذه
الخاصية في تلك المادة، حتى يمكنها أن تخدم غرض الطبيب..! أمر آخر يمكنه أن يقوى إيمانك وهو: اتخذ الرب صديقًا لك
مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة