هذا قول يومي وتساؤل مستمر من الأغبياء والأشرار يردده أولئك الذين يتوقون إلى سلام الحياة الزمنية وهدوئها دون أن يجددهما بسبب قسوة الحياة...! كما يردده أولئك الذين يشكون في أمر الحياة المقبلة التي
وعدنا بها وييأسون قائلين: من يدرينا أن هذا صحيح؟ أو من جاءنا من "المنتقلين "يخبرنا بها؟
+ لقد أظهر المرتل ما هي "الخيرات؛ مجيبًا على التساؤل: من يرينا الخيرات؟ إله الخير هو أنه "قد أضاء علينا نور وجهك يا رب" (مز6:4).
هذا النور هو الصلاح الكامل الحقيقي الذي للإنسان النور الذي يراه بالقلب لا بالعين.
+ يقول "أضاء علينا" (أو ختم علينا) وذلك كما تختم صورة الملك على الفلس فالإنسان قد خلق على صورة الله ومثالة (تك26:1)، الأمر الذي أفسدته الخطية لذلك فإنه يختم الإنسان بالصلاح الحقيقي الأبدي "بالنور "في الميلاد الثاني (المعمودية).
وأظن أن هذا هو ما عناه عندما قال الرب إذ رأى العملة التي صكها قيصر (أعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله) (مت21:22)، فكأنه يقول كما أن قيصر يطلب منكم الختم الذي لصورته هكذا أيضًا الله!
+ إن عملته المصكوكة ترتد إليه باستضاءة النفس بالله وختمها بنور وجهه (مز6:4).
+ "يا الله إلهي أنت إليك أبكر" (مز1:63). ماذا أصنع؟ أنني أبكر ولا أنام.
+ وأي نوم لأن هناك نوم للنفس ونوم للجسد؟ إن لم ينم يخور الإنسان ويضعف جسده ولا يعود جسدنا الخائر يقدر أن يحمل نفسه يقظة ويثابر في الأعمال...
لقد وهب الله للجسد نومًا به تنتعش الأعضاء فيقدر أن يعضد نفسًا ساهرة. ولكن يلزمنا أن نكون حذرين لئلا تنام النفس ذاتها لأن نوم النفس شر. صالح هو نوم الجسد إذ به تنتعش صحة الجسد أما نوم النفس فهو نسيانها لله... لذلك يقول الرسول... "أستيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيضئ لك المسيح" (أف14:5). هل كان الرسول ييقظ إنسانًا نائمًا بالجسد؟لا بل نفسًا نائمة لكي تسير وتستضيء بالمسيح.
هكذا بنفس الطريقة يقول هذا الرجل "يا الله. إلهي أنت. إليك أبكر"... فالمسيح يضيء النفوس ويجعلها مستيقظة لكن إن أبعد نوره تنام.
ولهذا السبب يقول مزمور أخر "أنر عيني لئلا أنام نوم الموت" (مز3:13)...