أضبط لسانك
القدِّيس أمبروسيوس
"من يجعل حارسًا لفمي، وخاتمًا وثيقًا على شفتيَّ، لئلاَّ أسقط بسببهما، ويهلكني لساني" (سيراخ 22 : 33).
ضع بابًا لفمك ليُغلَق حين يكون ذلك ضروريًا. أغلقه بإحكام حتى لا يستطيع أحد أن يجعل صوتك يرتفع بالغضب، أو يجعلك ترد على الكلام القبيح بمثله. لقد قرأت وسمعت "إغضبوا ولا تخطئوا"، لذلك مع كوننا نغضب بسبب طبيعتنا وليس بإرادتنا، يجب ألاَّ تنطق أفواهنا كلمة واحدة شرِّيرة، خوفًا من الوقوع في الخطيَّة.
إنما يجب أن تكون كلماتنا متواضعة وليِّنة، وبذلك نُخضع ألسنتنا لعقولنا.
أضبط لسانك بإحكامه بلجامٍ. تحكَّم فيه وقوِّمُه باعتدال. زنْ الكلمات التي ينطقها بميزان العدل، حتى إذا كانت معانيك جادة، فكلامك يكون له معنى، ويكون لكلماتك ثقل.
الذين يطيعون هذا يصيرون طويلي الأناة، طيِّبين، وُدَعاء، وذلك بضبط أفواههم، والتحكُّم في ألسنتهم، والتفكير قبل الكلام وَوَزن كلماتهم.
يجب أن نتصرَّف هكذا، لئلاَّ تكون كلماتنا (وهي التي يجب أن تعكس جمال حياتنا الداخليَّة) تُظهر بدلاً من ذلك أخلاقًا شرِّيرة.
V V V
ضع حافظًا لفمي، وبابًا حصينًا لشفتيَّ!
وعدتَ موسي النبي : أنا أكون في فمك!
لتُقدِّس لساني وشفتيَّ، فلا تخرج كلمة لا تليق بإبنك!