الصوم يشفي الخطأة...
ما معنى هذا الكلام؟
لنحسب أنك ارتكبت خطيئة جدية واعترفت، لكنك ما زلت تشعر بالذنب.
كيف تشعر بالذنب بعد الاعتراف؟
إن الندم الذي تشعر به ينتج عن أنك لم تجاهد ضد الخطيئة ولم تطهر نفسك بالصوم.
بالصوم نغسل أمـراض نفوسنا وأوساخها.
إن القديسة بيلاجيـا كانت زانية سابقاً، لكنهـا نـالـت بالـصـوم الغفـران الكـامـل، وبالتـالي سلامة الضمير.
إن محبة العالم عداوة لله.
فمن أراد أن يكون محباً للعالم فقـد صـار، شـاء أم أبى، مذنباً أمام الله وعدواً لـه.
(يعقوب ٤: ١).
فإذا كنت ترغب بالمصالحة بينك وبين الله يجب أن تُنكر ملذات هذه الحياة الخاطئة.
إن الصوم هـو السم الذي يقتل أهواءنا.
إنه الوسيلة التي تصالح الأثمة مع الله.
إن هؤلاء الذين أخطأوا وابتعدوا عن الله يرجعون ويتصالحون معه بالصوم والصلاة.
منسى وحزقيال وآخرون تصالحوا مع الله بالصوم.
لقد دفع داود من أجل ارتكابه الزنى الصوم الصارم:
انقطع عن الزيت.
(مزمور ١٠٨: ٢٤).
صارت عظامه ظاهرة للعينين كهيكل عظمي من كثرة الصوم.
(المزمور ١٦:٢٢).
تحـول مـن عـدو إلى صديق فقديس لله.
هـذه نتيجة الصوم.
بكلام آخر، إذا كانت اللذة أي الخطيئة تُغضيب الرب، فمن الطبيعي أن الحـزن وآلام الجسد تُسره إذا كانت لتُظهـر أن الإنسان يقـوم بخطوات صـادقة علـى طـريـق الـصـلاح.
إن البعض يسرون الله بالألم.
القديس يوحنا السينائي
