• 01-1.jpg
  • 01-2.jpg
  • 01-3.jpg
  • 01-4.jpg
  • 01-5.jpg
  • 01-6.jpg
  • 01-7.jpg
  • 01-8.jpg
  • 01-9.jpg
  • 01-10.jpg
  • 01-11.jpg
  • 01-12.jpg
  • 01-13.jpg
  • 01-14.jpg
  • 01-15.jpg
  • 01-16.jpg
  • 01-17.jpg
  • 01-18.jpg
  • 01-19.jpg
  • 01-20.jpg

صفحة المتحدث الرسمي بإسم الكنيسة القبطية الارثوذكسية

“«لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ، لِأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ ٱلْوَاحِدَ وَيُحِبَّ ٱلْآخَرَ، أَوْ يُلَازِمَ ٱلْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ ٱلْآخَرَ. لَا تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا ٱللهَ وَٱلْمَالَ.”
‮‮مَتَّى‬ ‭6:24‬ ‭AVD‬‬

عاش كلّ أيّام حياته وهو يكافح ، وبالدخل المحدود الذي كان يحصل عليه من عمله في ميناء "البيريه" اليونانيّ ، أستطاع أن يلبّي ، ولو بصعوبة ، أهمّ المطاليب الضروريّة لأسرته . لم يَعْتَدْ تدخين السجائر أو شرب الخمر ، أو قضاء إجازة آخر الأسبوع في مكان يتطلّب مالاً كثيرًا ، ولكنّه كان مولعًا بشراء ورقة اليانصيب كلّ يوم .
وفي أوائل شهر تشرين الأوّل من العام 1984 ، ربحت ورقة اليانصيب التي اشتراها مليون دراخم (العملة اليونانيّة في تلك الأيّام)*. فاستلم المبلغ ، وأودعه في المصرف باسمه .
ثم ّ، بعد أيّام قليلة ، فوجئ اليونانيّون بالعجوز "ألفتريوس فينامينس" يعلن تبرّعه بمليون دراخم للأعمال الخيريّة . أمّا هذا العجوز ، فكان تعليقه على دهشة الجميع إزاء تصرّفه هكذا : لقد عشت 70 سنة . قضيت أربعين منها مع زوجتي لم نتشاجر خلالها ولا مرّة واحدة . وأستطعت ، رغم دخلي المحدود ، أن أعلّم أولادي جميعهم ، وأمّنت لهم حياتهم مع أزواجهم . لقد عرفت أصدقاء جمعتني بهم الأيّام لا لشيء إلّا حبًّا بالصداقة الصافية . عملت بإخلاص وأمانة ، واضعًا أمامي وصايا الربّ يسوع وأقواله في الكتاب المقدّس . عندما ربحت المال الكثير ، وجدت آلاف الأصدقاء حولي ، وقد صاروا يتودّدون إليّ طمعًا في مالي ، فضحكت وقلت : ياه ، ما أكثر أصدقاء الأغنياء!! .
لم يتردّد ذلك العجوز في أن يعلن ، عندما اتّهمه الجميع بالجنون ، أن يقول : إنّني العاقل الوحيد في عالم يعبد المال ، ولا يعرف معنى السعادة الحقيقيّة النابعة من الإيمان والقناعة والتسليم لله .
+ أحبّاءنا ، يقول أحد القدّيسين : عسير على الغنيّ أن يدخل الحياة من أجل غناه لأنّه يحبّه ، ولا يهتمّ بالملكوت . يبدو أمام الكثيرين أنّ المال هو عصب الحياة ، فيتعبون حياتهم كلّها لاقتنائه والحفاظ عليه ، مع أنّ قول الكتاب المقدّس واضح "محبّة المال أصل لكلّ الشرور" (1تيموثاوس 6: 10). لماذا؟ لأنّه يجذب الإنسان نحو الأرضيّات والشهوات المختلفة ، فيتعلّق قلبه بها ، ويضيّع وقته وينحرف عن هدفه ، وهو الله ، ويعتمد على المال كقوّة يواجه بها العالم ، وكلّما استند عليه كلّما ابتعد عن الله . وعندما ينشغل المرء بأمواله ينسى الملكوت ، وتنقطع علاقته بالقدّيسين ، فلا يتشفّع بهم ، وتخمد ، تاليًا ، مشاعره الروحيّة ، ويضعف إيمانه وصلاته ومحبّته لله ، وتصبح لذّته في المادّيّات الزائلة ، التي كلّما كدّس أكوامها ، كلّما أشتاق إلى المزيد ، لأنّها تجعله لا يشبع أبدًا ...
صباح الخير .