• 01-1.jpg
  • 01-2.jpg
  • 01-3.jpg
  • 01-4.jpg
  • 01-5.jpg
  • 01-6.jpg
  • 01-7.jpg
  • 01-8.jpg
  • 01-9.jpg
  • 01-10.jpg
  • 01-11.jpg
  • 01-12.jpg
  • 01-13.jpg
  • 01-14.jpg
  • 01-15.jpg
  • 01-16.jpg
  • 01-17.jpg
  • 01-18.jpg
  • 01-19.jpg
  • 01-20.jpg

صفحة المتحدث الرسمي بإسم الكنيسة القبطية الارثوذكسية

عن الصلاة

انحفرت واحدة من حلقات حياتنا في أتراسكا في ذاكرتي بشكل خاص، وتركت أثراً في كل حياتي. هذه الحلقة مرتبطة بزيارة سيادة الاسقف يعقوب، أسقف سارتوف ومن ثم رئيس أساقفة نافوغورود.
 

قام الأسقف بزيارة أتراسك خلال الجولة في أبرشيته. وأقام خدمة القداس الإلهي في الكاتدرائية. كان متعلماً تعليماً عالياً وكان دائماً يقدم عظته ارتجالياً بدون أوراق ملاحظات، لذلك لم يترك أثراً في تاريخ الوعظ الكنسي.
 

أحبه الناس واستمعوا لعظاته بالكثير من التقديس.

البساطة والدفء النابع من القلب في عظاته كانا استثنائيين، وقريبين من قلوب الناس، لذلك اخترق قلوبهم بعمق. حتى أنا، الصبي الصغير في الحادية عشرة من عمري احفظ في ذاكرتي واحدة منها. أتمنى الآن أن اسجلها في مذكراتي.
 

اعتبره الناس قديساً وهكذا كان هذا الرجل المقدس. بعد الاحتفال بالقداس الإلهي في كاتدرائية أتراسكا صعد إلى المنبر،ونظر إلى الناس بنظرته الثاقبة. فرأى في وسطهم أطفالاً وكنت أنا من بينهم، فقال أيها الأولاد تعالوا بقربي.
 

تقدّم العديد إليه ووقفوا أمامه. كنت أنا واقفاً مواجهاً له تمامًا فعندما بدأ يتحدث بدا وكأنه يوجه الحديث لي أنا شخصياً.
 

“أريد أن أحدثكم أيها الأولاد عن الصلاة. هل تعرفون كيف تدربون أنفسكم على الصلاة؟ أولاً عليكم بالصلاة قليلاً لكن بشكل متكرر قدر الإمكان. الصلاة مثل الشعلة مع الوقت من الممكن أن تتحول إلى لهب عظيم. لكن لإشعال هذا اللهب يجب أن يكون لدينا مثابرة وحماسة وأيضاً وقت ومهارة. دعونا نأخذ مثالاً قطعتين من الفحم. الأولى مشتعلة جداً وحمراء. والأخرى ما تزال مطفأة. حاولوا أن تشعلوا القطعة المطفأة من القطعة الأخرى. ماذا عليكم أن تفعلوا؟ عليكم أن تضعوا الباردة قرب المشتعلة لكن وضعهما بجانب بعضهما لا يشعل القطعة الباردة بهذه البساطة، إلا إذا نفختم برقة وباستمرار عليهما، إذا نفختم بشدة ستزداد الشعلة. لكن قطعة الفحم الباردة لن تشتعل، وجهدكم سيكون هباء، لكن إذا نفختم قطعة الفحم المشتعلة باستمرار وبرِقّة، فقريباً ستشتعل قطعة الفحم كلها. من ثم ليس فقط هاتان القطعتان ستشتعلان، فإذا أبعدنا بينهما بمسافة معينة فكل ما يُوضَع بينهما سيشتعل. وبعد ذلك سينتشر وكأنه بحر من اللهب.
 

لكن فكروا معي. كم من الوقت يلزم ﻹشعال مدفأة بواسطة قطعة حطب رطبة أو اشعال قطعة فحم مبللة.

كم يتطلب هذا جهداً ووقتاً وصبراً وأكثر مواظبة، وهكذا أريد أن أقول لكم يا أولادي: الصلاة نار، وأكثر من هذا هي جمرة محترقة، إذا كانت قلوبنا جمرة مطفأة، علينا أن نصلي في كل يوم، هذا يشبه تماماً أن نضع جمرة قلوبنا المطفأة بجانب الجمرة المحترقة للصلاة وأن ننفخ فيها قليلاً قليلاً مع الوقت.

صدقوني يا أولاد إذا استمعتم إليّ وصليتم قليلاً كل يوم لكن بثبات فقلوبكم ستصبح مشتعلة من لهب الحب الإلهي، وتذكروا أيضاً بعد هذه الانفجارات سيأتي كسل لكن ليس بهذه الشعلة ستشعلون قلوبكم.
 

ابدأوا هكذا: أولاً قوموا بثلاث سجدات مع هذه الكلمات (يا رب يسوع المسيح ارحمني أنا الخاطىء)، ومجدداً سجدة (يا جميع القديسين تشفعوا بي أنا الخاطىء) ومجدداً سجدة. ومن ثم صلى : وفي اليوم التالي كرروها بدون كلل وهكذا يوماً بعد يوم ومن ثم يا أولاد ستلاحظون أن الملل يبدأ وكأن هذه الصلاة أصبحت عبئاً ثقيلاً عليكم، لكن إذا أصررتم فأن الصلاة ستطلب الزيادة لنفسها وهذا سيعني أن قطعة الفحم الباردة في القلب تبدأ بالاشتعال بحب الله. والمثابرة بجهودكم تبدأ تعطي ثمارها ومنها سينتج العطش لمزيد من الصلاة.
 

“اختبروا أقوالي أيها الأولاد ستعرفون بأنفسكم أنه تماماً مثلما أخبرتكم. اجروا إلى الرب كما إلى أمهاتكم.

هو طيب ويعرف الجميع. يحبنا كما الأم تحب أبناءها. وإذا طلبتم منه فهو يسمعكم ويحقق طلباتكم، إذا لم تتعارض مع إرادته المقدسة، فهو قال (اسألوا تعطوا)، ولذا اركضوا إليه بإصرار مع كل احتياجاتكم: عند الذهاب إلى المدرسة اركعوا على ركبكم لكن في مكان لا يراكم فيه سوى الله، واطلبوا منه أن ينير عقولكم وذاكرتكم وسترون أنكم ستكونون قادرين على تعلم الدروس بشكل أسرع وأسهل من الآخرين وحتى أسرع من أنفسكم عندما لم تكونوا تعودون إلى الله في هذا الموضوع. افعلوا هذا قبل البدء بأي شيء آخر.
 

صلوا يا أولاد صلوا بشكل متكرر، سامحوا هؤلاء الذين آذوكم، والله إله السلام سيكون معكم، في كل نهار وليلة. توبوا أمام الله عن كل خطيئة اقترفتموها، والتمسوا طيبته. حاولوا ألا تخطئوا بهذا مرة أخرى. وإذا وقعتم مجدداً بالخطيئة بطريقة ما فمجدداً ومباشرة توبوا وقولوا “يا رب أنا أخطأت، لتكن رحمتك علينا، ساعدني كي أصحح طرقي “فسيسامحكم الله ويساعدكم على التغير، صلوا بشكل متكرر لله يا أولاد وهو يحفظكم.
 

هذا الدرس طُبع في ذاكرتي وعلى الرغم من مرور العديد من السنوات ما أزال احتفظ به وكأنني أقرأ من كتاب. عندما أنهى الأسقف العظة، أخذت بركته، ومن ليلة ذلك اليوم المذكور بدأت يومياً أقوم بثلاث سجدات للرب يسوع المسيح، لوالدة الإله ولجميع القديسين.
 

الشيخ ثيوذوسيوس من أوبتينا