• 01-1.jpg
  • 01-2.jpg
  • 01-3.jpg
  • 01-4.jpg
  • 01-5.jpg
  • 01-6.jpg
  • 01-7.jpg
  • 01-8.jpg
  • 01-9.jpg
  • 01-10.jpg
  • 01-11.jpg
  • 01-12.jpg
  • 01-13.jpg
  • 01-14.jpg
  • 01-15.jpg
  • 01-16.jpg
  • 01-17.jpg
  • 01-18.jpg
  • 01-19.jpg
  • 01-20.jpg

صفحة المتحدث الرسمي بإسم الكنيسة القبطية الارثوذكسية

 الطريق والحق والحياة

أنا في الأرض غريب، أجول فيها طرباً لوقع خطواتي، متوهماً أن بيني وبينها ميثاق معرفة، أو أنني أسجل على أديمها شيئاً من ذاكرة. فإذا بها تنبذني وتجهلني وتقابل إقبالي بإدبار وبرودة.

يبسم لي الحظ فأحرز شيئاً من مال أو ممتلكات، وأنصّب نفسي سيداً، لي الكلمة ولي القرار ولي التصرف، فإذا أنا صفر اليدين، خلت يداي إلا من الهباء، لأن كل ما أملكه فاسد يأكله السوس وينقب عليه السارقون.

وأجول بين أترابي مستجدِياً كلمة إطراء، وكأن في مديحهم لي تأكيداً لوجودي.
وأتمادى في طلب المجد، فتتعاظم فيَّ الأنا.

فإذا مجدي كمجد زهرة في الحقل أَسكرها زهوها فنسيت أنها على بعد خطوة من الذبول والسقوط. وإذا كل ما بنيته وهم تبدد في الهواء.

وأتبع نداء اللذائذ كمن يتبع السراب، فلا أنا أرتوي ولا أعرف استقراراً. ويقتلني ظمأ إلى ماء الدنيا يصرفني عن ظمئي إلى ماء الحياة.

لكنني منذ عرفتك، يا يسوع، ودعوتني إلى وطن ليس من هذا العالم، صارت غربتي وطناً لي، لأنك مسحتها بحضورك.

ورحت أقتفي آثار خطواتك ساجداً ومهللاً. وأيقنت أن ما في حوزتي يجب أن يوزع لكي يكون لي، وإلا فهو يستعبدني ويجذبني إلى الهاوية.

وآمنت بأن المجد الحقيقي يكون بالانتصار على الموت. وقد انتصرتَ عليه لأنه لم يجد فيك خطيئة. فعرفت أن علي أن أجاهد ضد خطاياي.

منذئذ يا يسوع الحلو فهمت أنك أنت وحدك الطريق والحق والحياة.

وبتُّ لا أجوع ولا أعطش إلا إلى ملكوتك وبرّك، فصار الموت لي ربحاً لأنه باب الانتقال من الفساد إلى عدم الفساد، والمعبر الذي يفضي إلى جنانك الفسيحة.