• 01-1.jpg
  • 01-2.jpg
  • 01-3.jpg
  • 01-4.jpg
  • 01-5.jpg
  • 01-6.jpg
  • 01-7.jpg
  • 01-8.jpg
  • 01-9.jpg
  • 01-10.jpg
  • 01-11.jpg
  • 01-12.jpg
  • 01-13.jpg
  • 01-14.jpg
  • 01-15.jpg
  • 01-16.jpg
  • 01-17.jpg
  • 01-18.jpg
  • 01-19.jpg
  • 01-20.jpg

صفحة المتحدث الرسمي بإسم الكنيسة القبطية الارثوذكسية

هو حباً فريداً عجيباً شاملاً كاملاً، حباً اتجه نحو المزدرى وغير الموجود، أثمة، فجّار، خطاة، قيل عنهم إنهم أبناء المعصية، أبناء الغضب، أعداء زاغوا وفسدوا، سمُّ الأصلال تحت شفاههم، بألسنتهم قد مكروا. ومع كل ذلك فقد أظهر  الرب يسوع المسيح حباً فاق إدراك العقول من نحونا نحن البشر.
 
جاءه الأعمى صارخاً يا ابن داود ارحمني فلم يعبس ولا تولّى بل أوقف الجمع والركب ولمس عينيه. جاءته الزانية يحيط بها رجال يرفع كل منهم حجره ليرجمها فلم يأمر بجلدها ولا بإمساكها في بيت حتى تموت بل غفر لها خطاياها وستر عيبها وأنقذها من يد الطغاة الذين همّوا برجمها وعلّم الجمع أن لا يدينوا غيرهم وهم أهل للدينونة والخطية والعذاب، وقال لهم قولته الشهيرة: "من كان منكم بلا خطية فليرمها أولاً بحجر".
جاءه الأعداء ليقبضوا عليه وخرجوا عليه كخروجهم على لص بسيوف وعصي وظن أتباعه أن السيف هو الحل، فلا بد من الدفاع عنه فهو كان بالنسبة لهم نبيهم ووليهم، فاستلّ بطرس، أحد تلاميذه، سيفه وقطع أذن عبد رئيس الكهنة فقال يسوع قولته الشهيرة: "رد سيفك إلى غمده لأن جميع الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون". وفي حبٍ كاملٍ حقيقي لأعدائه، لم يقل عين بعين وسن بسن والبادي أظلم، بل انحنى وأخذ الأذن المقطوعة ووضعها في مكانها فعادت صحيحة!
أرسل تلاميذه ليكرزوا بالإنجيل
فأوصاهم أن لا يأخذوا معهم في الطريق
لا كيساً ولا مزوداً ولا عصا،
بل أوصـاهم أن يحملوا معهم الحب!
الحب الذي به يستطيعون أن يشفوا مرضى،
يطهروا برصاً، ويخرجوا الشياطين من الناس،
وينادوا بسنة الرب المقبولة.
قال لهم إن سلاحكم هو الحب،
أحبوا أعدائكم، باركوا لاعنيكم،
أحسنوا إلى مبغضيكم، صلوا لأجل الذين
يسيئون إليكم ويطردونـكم.
وقال لهم إن دخلتم إلى قرية أو مدينة
ولم يقبلكم سكانها فاخرجوا منها
وانفضوا غبار أرجلكم.
لا تجبروا أحداً على الإيمان بالله،
فإن من لم يجذبه الحب،
لن يجذبه السيف والقهر والإجبار.
لقد كان في إمكانه له المجد حسب قوله الطاهر أن يطلب من أبيه السماوي أن يرسل له اثنا عشر جيشاً من الملائكة ليغزو بها أورشليم وليجبرها على الدخول في دينه خوفاً عليها وإشفاقاً بها، لكنه بكى على أورشليم وتمنى لو كانت قد عرفت زمان افتقادها. فكيف يجبرها على الاستسلام والخضوع الجبري له وهو الذي ميز الإنسان بحرية الإرادة والإختيار، وقبول الله من رفضه؟!
وأخيراً أظهر حبه اللانهائي بتقديم نفسه ذبيحة عنا، فحقَّ لنا أن نتغنى بحبه ونقول انظروا أية محبة أعطانا الآب حتى نُدعى أولاد الله، الذي أحبنا وأسلم نفسه لأجلنا
ذاك هو رب المجد يسوع، إله الحب والسلام والإخاء، فلا عجب إن كتب أحد تلاميذه وهو يوحنا الحبيب قائلاً إن الحب هو الدليل على الولادة من الله: "أيها الأحباء لنحب بعضنا بعضاً لأن المحبة هي من الله وكل من يحب فقد ولِد من الله ويعرف الله. ومن لا يحب لم يعرف الله لأن الله محبة" (1يو4 :7). فكل من يبغض أخاه هو قاتل نفس، وكل من يكره ولا تعرف المحبة طريقها إلى قلبه فهو لم يعرف الله..!!