• 01-1.jpg
  • 01-2.jpg
  • 01-3.jpg
  • 01-4.jpg
  • 01-5.jpg
  • 01-6.jpg
  • 01-7.jpg
  • 01-8.jpg
  • 01-9.jpg
  • 01-10.jpg
  • 01-11.jpg
  • 01-12.jpg
  • 01-13.jpg
  • 01-14.jpg
  • 01-15.jpg
  • 01-16.jpg
  • 01-17.jpg
  • 01-18.jpg
  • 01-19.jpg
  • 01-20.jpg

صفحة المتحدث الرسمي بإسم الكنيسة القبطية الارثوذكسية

بعد أن قال السيد المسيح لتلاميذه "أنتم ملح الأرض.. "أكمل قائلًا: "أنتم نور العالم. لا يمكن أن تخفى مدينة موضوعة على جبل. ولا يوقدون سراجًا ويضعونه تحت المكيال، بل على المنارة، فيضئ لجميع الذين في البيت. فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السماوات" (مت5: 14-16).

العالم يحتاج إلى النور. وحينما كان السيد المسيح في حياته على الأرض قال: "ما دمت في العالم فأنا نور العالم" (يو9: 5).

ولأن السيد المسيح كان سوف يصعد إلى السماء من حيث أتى، قال لتلاميذه: "أنتم نور العالم" أي أنهم سوف يعكسون نور السيد المسيح بحياتهم المقدسة.

السيد المسيح هو النور الحقيقي كما كُتب في الإنجيل "كان النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان آتيًا إلى العالم" (يو1: 9). أي أن الرب يسوع المسيح باعتباره الله الكلمة الظاهر في الجسد يملك شخصيًا هذا النور - إذ هو والآب بنفس الجوهر الإلهي الواحد- لذلك فهو النور الحقيقي.

كما قال قداسة البابا شنودة الثالث - أطال الرب حياته- إن الفرق بين السيد المسيح وبين تلاميذه من حيث أنه هو نور العالم، والتلاميذ هم نور العالم، أن التلاميذ يعكسون نور المسيح. أما المسيح فهو نور في ذاته ولا يعكس نورًا خارجيًا.. لهذا دُعِيّ بلقب "النور الحقيقي". وقيل عن الله أنه نور "الله نور وليس فيه ظلمة" (1يو1: 5). فحينما يُقال عن السيد المسيح أنه هو النور الحقيقي فذلك لأنه هو الله الكلمة وهو الحق. وكتب معلمنا بولس الرسول عن السيد المسيح أنه هو "بهاء مجد الله الآب" (انظرعب1: 3).

كذلك قال القديس يوحنا في إنجيله عن الرب يسوع المسيح: "رأينا مجده مجدًا كما لوحيد من الآب مملوءًا نعمةً وحقًا" (يو1: 14).

بين النور والظلمة

 منذ بداية خلق العالم "فصل الله بين النور والظلمة. ودعا الله النور نهارًا، والظلمة دعاها ليلًا" (تك1: 4، 5).

قبل خلق النور المادي "كانت الأرض خرِبة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة، وروح الله يرف على وجه المياه" (تك1: 2).

"وقال الله: ليكن نور فكان نور. ورأى الله النور أنه حسن. وفصل الله بين النور والظلمة.." (تك1: 3، 4).

باستمرار الله يريد أن يفصل بين النور والظلمة، وبالأكثر في الأمور الروحية. لهذا قال الرب بفم إشعياء النبي: "ويل للقائلين للشر خيرًا، وللخير شرًا. الجاعلين الظلام نورًا، والنور ظلامًا. الجاعلين المر حلوًا، والحلو مرًا" (إش5: 20).

وقال معلمنا بولس الرسول: "لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين.. لأنه أية شركة للنور مع الظلمة" (2كو6: 14).

النور يشير إلى معرفة الحق، والظلمة تشير إلى الجهل به.

لهذا قال السيد المسيح: "مَنْ يتبعني فلا يمشي في الظلمة، بل يكون له نور الحياة" (يو8: 12).

وقيل في سفر الجامعة "أما الجاهل فيسلك في الظلام" (جا2: 14).

النور يشير إلى الحياة، والظلمة تشير إلى الموت.

لهذا قيل عن السيد المسيح: "أبطل الموت وأنار الحياة" (2تى1: 10).

النور يشير إلى سلطان الله، والظلمة تشير إلى سلطان إبليس.

مثلما كلّم السيد المسيح شاول الطرسوسي (أي بولس الرسول) عندما ظهر له في نور من السماء أفضل من لمعان الشمس قائلًا: "قم وقف على رجليك لأني لهذا ظهرت لك لأنتخبك خادمًا وشاهدًا بما رأيت وبما سأظهر لك به. منقذًا إياك من الشعب ومن الأمم الذين أنا الآن أرسلك إليهم، . لتفتح عيونهم كي يرجعوا من ظلمات إلى نور، ومن سلطان الشيطان إلى الله. حتى ينالوا بالإيمان بي غفران الخطايا ونصيبًا مع المقدسين" (أع26: 16-18).

النور يشير إلى ملكوت السماوات، والظلمة تشير إلى موضع الهلاك الأبدي.

مثلما قيل عن أورشليم السمائية: "والمدينة لا تحتاج إلى الشمس ولا إلى القمر ليضيئا فيها. لأن مجد الله قد أنارها والخروف سراجها" (رؤ21: 23). وقيل عن الهلاك الأبدي: "والعبد البطال اطرحوه إلى الظلمة الخارجية. هناك يكون البكاء وصرير الأسنان" (مت25: 30).

النور يشير إلى حياة القداسة، والظلمة تشير إلى حياة الخطية. مثلما قال السيد المسيح: "وهذه هي الدينونة أن النور قد جاء إلى العالم وأحب الناس الظلمة أكثر من النور لأن أعمالهم كانت شريرة. لأن كل من يعمل السيآت يبغض النور، ولا يأتي إلى النور لئلا توبخ أعماله. وأما من يفعل الحق، فيُقبل إلى النور لكي تظهر أعماله أنها بالله معمولة" (يو3: 19-21).

النور يشير إلى الفرح والرجاء، والظلمة تشير إلى الخوف والحزن واليأس وقطع الرجاء.. لذلك يقول المرنم: "نور أشرق للصديقين، وفرح للمستقيمي القلوب. افرحوا أيها الصديقون بالرب" (مز 97: 11، 12). فالنور والفرح متلازمان. أما عن الأشرار وطريقهم فيقول النبي: "لأن الأنبياء والكهنة تنجسوا جميعًا، بل في بيتي وجدت شرهم يقول الرب. لذلك يكون طريقهم لهم كمزالق في ظلام دامس، فيطردون ويسقطون فيها. لأني أجلب عليهم شرًا سنة عقابهم يقول الرب" (أر23: 11، 12).

لا يمكن إخفاء النور

العالم يحتاج إلى النور. وأولاد الله مطلوب منهم أن يكونوا نورًا للعالم، هذه هي رسالتهم التي طلبها منهم السيد المسيح. والنور يضئ في الظلمة، كلما زادت الحاجة إلى النور. لذلك فكلما زادت خطايا البشر في جيل من الأجيال، كلما ازدادت الحاجة إلى قديسين ينيرون في وسط هذا الجيل. كقول القديس بولس الرسول: "لكي تكونوا بلا لوم وبسطاء، أولادًا لله بلا عيب، في وسط جيل معوج وملتوٍ، تضيئون بينهم كأنوار في العالم" (فى2: 15).

إن مصباحًا واحدًا يستطيع أن يضيء حُجرة بأكملها.. هكذا يستطيع قديس واحد أن ينير مدينة بأكملها، ومهما حاول القديس أن يخفي قداسته، فإنه لا يستطيع كقول المزمور عن عمل الرب أنه "يُخرِج مثل النور برك" (مز37: 6).

لهذا قال السيد المسيح: "لا يمكن أن تخفى مدينة موضوعة على جبل. ولا يوقدون سراجًا ويضعونه تحت المكيال، بل على المنارة فيضيء لجميع الذين في البيت. فليضئ نوركم هكذا قدام الناس" (مت5: 14-16). إن النور إذا وضع داخل مصباح من الزجاج فإنه لا يحتجب، هكذا مهما حاول القديس إخفاء فضائله فإنها تنكشف بزيادة إذ يشتد نور المسيح في حياته من خلال فضيلة الاتضاع، وتزداد شفافيته مثل الزجاج الشفاف، لسبب البساطة التي في المسيح

من كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي (مع حياة وخدمة يسوع) - الأنبا بيشوي

 

.