• 01-1.jpg
  • 01-2.jpg
  • 01-3.jpg
  • 01-4.jpg
  • 01-5.jpg
  • 01-6.jpg
  • 01-7.jpg
  • 01-8.jpg
  • 01-9.jpg
  • 01-10.jpg
  • 01-11.jpg
  • 01-12.jpg
  • 01-13.jpg
  • 01-14.jpg
  • 01-15.jpg
  • 01-16.jpg
  • 01-17.jpg
  • 01-18.jpg
  • 01-19.jpg
  • 01-20.jpg

صفحة المتحدث الرسمي بإسم الكنيسة القبطية الارثوذكسية

«وأوصى الرب الإله آدم قائلاً: من جميع شجر الجنّة تأكل أكلا. وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها، لأنك يوم تأكل منها مؤتا تموت».(تك١٦:٢-١٧).
فعاش آدم وحواء في جنة الله، وتمتع بخيرات الله، إلى أن حسد الشيطان الإنسان، وألقى في روعه الشك من جهة كلام الله، قائلاً: «بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر».(تك٥:٣). وهكذا خدع الشيطان الإنسان الأول، مقنعا إياه أنه يمكنه أن يكون مثل الله، ولكن بمعزل عن الله. فخالف الإنسان الوصية، وجلب على نفسه حكم الموت. أو كما يقول القديس بولس الرسول: «من أجل ذلك كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم، وبالخطية المؤت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع».(رو١٢:٥). وهكذا طرد الإنسان من الفردوس، خاضعا للموت منذ اللحظة الأولى، الموت الروحي الذي هو الانفصال عن الله، والتغرب بعيدا عنه. وهكذا سرى الموت في الخليقة الأولى، وبدلاً من الوعد بالحياة في فردوس الله، انحدر الإنسان إلى عالم الشقاء والمرض، وملك الموت عليه وعلى ذريته من بعده. فكان الإنسان يولد ليعيش على الأرض موته، ثم يرحل متغربا عن الله.
ولأن النتيجة المباشرة لخطيئة الإنسان الأول هو الموت، لذلك لم تكن التوبة كافية لعلاج المشكلة، فالتوبة تؤثر على ما بعدها وليس على ما قبلها، أي أن التوبة تعطي القدرة أو الحافز على عدم معاودة الخطيئة، لكن آثار الخطيئة التي اقترفها الإنسان تحتاج إلى تدخل الله لعلاجها. فكان الاحتياج إلى المخلص الذي يعطينا الخليقة الجديدة، أو الحياة الأبدية في معية الله، التي فقدناها عندما خرجنا من حضرته، ونُفينا بعيدا عن المشاركة في تسبيحه مع ملائكته القديسين.
 
الأنبا ابيفانيوس
( كتاب "لأجلنا عظات عن عيدي الميلاد والغطاس" ص82 )