• 01-1.jpg
  • 01-2.jpg
  • 01-3.jpg
  • 01-4.jpg
  • 01-5.jpg
  • 01-6.jpg
  • 01-7.jpg
  • 01-8.jpg
  • 01-9.jpg
  • 01-10.jpg
  • 01-11.jpg
  • 01-12.jpg
  • 01-13.jpg
  • 01-14.jpg
  • 01-15.jpg
  • 01-16.jpg
  • 01-17.jpg
  • 01-18.jpg
  • 01-19.jpg
  • 01-20.jpg

صفحة المتحدث الرسمي بإسم الكنيسة القبطية الارثوذكسية

كتنف العالم، وفي كلّ مكان خوف، وترقّب، وحذر، كيف يمكن للإنسان أن يتجاوز كلّ هذه المصاعب والشّدائد والضّيقات الآتية من الحروب والزّلازل، ومن خطايا البشر.
يحدّثنا الكتاب المقدّس عن أمثال هذه الضّيقات، والحروب، والهروب، والزّلازل، ويقول لنا إنّها بسبب خطايانا. ونرى ما جاء في الكتاب المقدّس عن خطيئة الأبوين الأوّلين آدم وحواء في عصيانهما لله، واختيارهما لطريق ومسالك لم يسمح لهما الله بتجاوزها، إذ كان قد حدّد لهما ما يقومان به، وما المسموح لهما به، وقد رأى أنّهما لم يأخذا الخبرة الّتي تجعلهما أهلا أن يتّكلا على ذاتهما.
فالابتعاد عن الله الّذي منه كلّ عطيّة صالحة وموهبة كاملة، ابتعاد عن كلّ لياقة وترتيب. وبسببه يصبح كلّ شيء بشعا جدّا، وهذا ما حصل مع الطّبيعة والأبوين الأوّلين، وكذلك مع حيوان البرّيّة إذ صار الكلّ يخاف من الكلّ، ويقوم بعمله بلا لياقة وترتيب، والكلّ قد خسروا السّكينة والاطمئنان.
وفي حادثة الطّوفان، يؤكّد الكتاب المقدّس في سفر التّكوين أنّ ضجيج النّاس آنذاك، أي مشوراتهم الّتي تشبه مشورات النّاس وضجيجهم في هذه الأيّام، قد أدّت كما يقول الكتاب أن يتّخذ الله قراره بإبادة الجنس البشريّ، فأيّ نفع لعالم يصنع الشّرّ، ويوغل في الخطيئة، وليس في قلوب أبنائه رحمة؟ فكان الطّوفان، وكان الدّمار، ولم يبقَ من النّاس إلّا نوح وعائلته، البررة الّذين يؤمنون بالله، ويعيشون ما يؤمنون به.
 
وكذلك في حادثة سدوم وعمورة، جرى حوار رائع بين أبي الآباء إبراهيم، والله له المجد. وقال الله إنّه لو وجد خمسة من الأبرار بين أهل سدوم وعمورة، كان سيبقي على المدينتين، ولكنّه لم يجد حتّى الخمسة، لأن كلّ أهل المدينتين قد غاصوا في الشّواذ من كلّ أنواعه وموبقاته، وعدم احترام الآخر حتّى في بيته وخصوصيّاته وضيوفه. وأمام هذا الواقع، رأى الله أنّه لا يوجد نفع يرتجى من شعبِ هاتين المدينتين فأرسل النّار وأحرقهما.
 
حوادث فردية كثيرة، وجماعيّة أكثر، تدلّ على أن الكثير من الكوارث تحدث في هذا الكون منها ما هو للتّأديب بالرّغم من أنّه طبيعي، ومنها ما هو عقوبة لعلّ الإنسان يرى عاقبة ما يقوم به، فأهل نينوى الّذين تابوا عفى الله عنهم ومدحهم. ولا فرق بين من يدّعي الإيمان ولا يعيشه، ومن يعلن إلحاده ويعيشه، "علم لا ينفع كجهل لا يضرّ"، يُعاقَب الاثنان، والعقوبة فيها دعوة للتّوبة. والتّوابون لهم فضل كبير، ومكافأة عظيمة، "خاطيء تائب أفضل من صدّيق متكبر" (يوحنا الدّمشقيّ).
 
إذًا، النّاس يخافون لأنّه ليس لهم اطمئنان داخليّ، وهذا الاطمئنان لا يزرعه إلّا الله له المجد الّذي يمنح الصّدّيق سكينة لا اضطرابا. وعلى النّاس أن يتمثّلوا ما قاله شمشون الجبّار في أُحجيته "يخرج من الآكل طعاما، ومن المرّ حلاوة". أي بدل أن نتلهى بتتبع ما يُدّعى بالتّنبؤات حول الطّبيعة والهزّات بين صفائح الأرض وزلازلها، فلنلقِ عنّا نير الكبرياء، الضّياع، والخوف، ولنعد مفكّرين بمن له أن يهبنا السّلام والاطمئنان.
 
لنا أمثلة على ذلك الشّهداء القدّيسون الّذين واجهوا الموت مستهزئين به، وبمن يسبّبه. وكيف كانت لهم الجرأة والقدرة أن يتحمّلوا المناشير والآلات القاطعة والنّيران والصّلب، وغيرذلك، إن لم يكن الذي اختاروه سيّدا لحياتهم، ورفيقا لدروبهم، وعشيرا لنفوسهم، قد أمدّهم بهذا السّلام، وهو إله السّلام.
 
احد الاباء