• 01-1.jpg
  • 01-2.jpg
  • 01-3.jpg
  • 01-4.jpg
  • 01-5.jpg
  • 01-6.jpg
  • 01-7.jpg
  • 01-8.jpg
  • 01-9.jpg
  • 01-10.jpg
  • 01-11.jpg
  • 01-12.jpg
  • 01-13.jpg
  • 01-14.jpg
  • 01-15.jpg
  • 01-16.jpg
  • 01-17.jpg
  • 01-18.jpg
  • 01-19.jpg
  • 01-20.jpg

صفحة المتحدث الرسمي بإسم الكنيسة القبطية الارثوذكسية

كيف نكون مطمئنين على الدوام، مهما كانت الظروف المحيطة بنا !!!
لأنّه كثيراً ما نرى في وسط المؤمنين، خيبات أمل، فشل، إحباط، ومخاوف كثيرة...
فحياتنا تراها متذبذبة، أحياناً في الإرتفاع، وأحياناً أخرى وكثيرة في الإنحدار..
والسبب الرئيسي لذلك، أننا بنينا أماننا وطمأنينتنا على أسس عرضة للإنهيار أغلب الأحيان..
وهي شبيهة بما قاله الرب:
" وكل من يسمع أقوالي هذه ولا يعمل بها، يُشبّه برجل جاهل بنى بيته على الرمل، فنزل المطر وجاءت الأنهار وهبّت الرياح وصدمت ذلك البيت فسقط. وكان سقوطه عظيماً " (متى 7 : 26 – 27).
نعم.. كل من يبني أمانه وطمأنينته على الرمل، أي على أسس ليست متينة، فعندما تهب عليها الرياح المعاكسة، ستسقط وسيكون السقوط عظيم..
وبلغة أوضح.. عندما تستمد أمانك في مجال العمل على ذكائك ومهاراتك الذاتية، ومعرفتك برب العمل أو بأصحاب نفوذ ومراكز.. أو تستمد أمانك في مجال الإحتياجات المادية على ما تمتلك حالياً من أموال.. أو تستمد أمانك في مجال الصحة على معرفتك العلمية أو معرفتك بأطباء ناجحين.. أو تستمد أمانك في دائرة العلاقات من خلال إحاطة نفسك بعدد كبير من الأصدقاء.. أو تستمد أمانك في دائرة العائلة من خلال اتكالك على مراقبتك الدائمة والدقيقة لأولادك وتصرفاتهم.. وما إلى ما هنالك من أسس أخرى وضعتها لنفسك.. فأنت عرضة لخيبات أمل كثيرة واهتزازات، قد تكون عنيفة أغلب الأحيان!!
بينما الحل الراسخ ينبغي أن يكون مبني على الرب يسوع وعلى كلمته ووعوده الثابتة لنا، والتي لا تتغيّر ولا تتأثّر، مهما هبّت عليها الرياح والعواصف..
نعم.. الرب سيعطينا نعمة في عيون الذين يُمسكون بأمورنا.. وهو من أعطانا مهارات، وهو من وضع في وسطنا أطباء ماهرين، وهو من يمنحنا أصدقاء، وهو طلب منّا أن نربّي أولادنا ونراقبهم.. لكــن.. ونحن محاطون بكل هذه الأمور، ونقوم بالدور المطلوب منّا في شتّى المجالات، ينبغي أن تكون عيوننا مركّزة على المانح والضامن، وليس على الأشياء الممنوحة..
" طوبى للرجل المتّقي الرب، المسرور جداً بوصاياه... لأنّه لا يتزعزع إلى الدهر... لا يخشى من خبر سوء. قلبه ثابت، متكلاً على الرب ‎. قلبه ممكّن، فلا يخاف " (مزمور 112).
لأنه مدرك أنّ الرب دوماً على العرش، يتحكّم في كل الظروف والمتغيرات، ويجعلها تعمل لخيري، وهذا الإله الجالس على العرش هو أبي الذي يحبني محبة غير مشروطة، وهو نفسه من ضحّى بابنه الوحيد من أجلي حينما كنت خاطئاً، فكيف يتخلى عنّي الآن وأنا ابنه المحبوب جدّاً !!!
نذكرفي العهد القديم :
لم تنفع محبة الملك لدانيال، فهو اغتاظ على نفسه بسبب توقيعه القرار الذي جعل دانيال يُلقى في جب الأسود، واجتهد لكي ينقذ دانيال، وصام، ولم يطلب سراريه كالمعتاد، ولم ينم الليل، وذهب باكراً إلى جب الأسود ليطمئن على دانيال.. لكــــن..
محبته كانت عاجزة.. لا تنفع.. لا بل سلطانه وموقعه كملك، كانا أيضاً عاجزين..
ولو كان دانيال متكلاً على محبة الملك وسلطانه لكانت الأسود التهمته.. لكنه كان متكلاً على الرب.. ويقول الكتاب المقدس: "فأُصعِدَ دانيال من الجب، ولم يوجد فيه ضرر، لأنّه آمن بإلهه"..
بنى دانيال أمانه على أسس راسخة.. على كلمة الرب ووعوده ومحبته، فنجا!
وهذا ما يقوله النبي إشعياء:
" إن لم تؤمنوا فلن تأمنوا " (إشعياء 7 : 9).
وفي العهد الجديد، وفي مواجهة الأمراض الصعبة، والقيود الشيطانية، والموت حتّى، الحل واحد: آمن تأمن.
" وبينما هو يتكلم جاءوا من دار رئيس المجمع قائلين ابنتك ماتت، لماذا تتعب المعلم بعد، فسمع يسوع لوقته الكلمة التي قيلت، فقال لرئيس المجمع: لا تخف. آمن فقط " (مرقس 5 : 35).
كلام حاسم، لا حاجة لأي شيء آخر: آمن فقط !
وواقعة أخرى معبّرة:
" يا معلّم قد قدمت إليك ابني به روح أخرس، وحيثما أدركه يمزقه فيزبد ويصرّ بأسنانه وييبس...
(مرقس 9 : 17 – 24).
وأيضاً حل وحيد قدمّه الرب شخصياً:
إن كنت تقدر أن تؤمن...فكل شيء مستطاع لدى المؤمن.
وأخيراً.. ملخّص بسيط:
تبني أمانك على أسس غير كلمة الرب ووعوده، ستكون كبيت مبني على الرمل، عندما تهب العواصف وتهطل الأمطار، سينهار وسيكون إنهياره عظيماً..
وكيف أكون آمناً ومطمئناً؟ تؤمن فقط.. بالرب وبكلمته وبوعوده وبمحبته غير المشروطة..
وإن كنت لا تقدر أن تؤمن.. إفعل كما فعل أبو الولد.. أصرخ بدموع للرب وقل له:
أعن عدم إيماني.. وهو سيفعل بكل تأكيد.
كن في حضرة الرب باستمرار، إن كان من خلال خلوتك اليومية، وقراءتك للكتاب المقدس وللكتب روحية.. فهذا الجو، سيخلق وينمّي الإيمان في داخلك، وعندما تتعرّض لأي ضيقة أو لأي هجمة شيطانية، ستجد الإيمان جاهزاً في داخلك، فتؤمن وتأمن!!
وأزل من حياتك المعطّل الأساسي للإيمان، ألا وهو الخطيئة التي ترحّب بها ولا تقاومها.. لأنه إن تركت في حياتك خطايا، لا تقاومها بجدية، فلن تجد الإيمان أبداً في داخلك..
وأنا أدعوك، أن تزيل بيديك اليوم قبل الغد، كل أسسٍ بنيتَ عليها أمانك وطمأنينتك، غير الإيمان بكلمة الرب ووعوده ومحبته، لكي لا تأتي الأمطار والعواصف، وتُسقط البيت الذي بنيته على الرمل، ولكي لا يكون سقوطه عظيماً.. فتتأذّى.
آمن تأمن.. ولا حلّ آخر.. للرب كل المجد.. !!
 
احد الاباء