• 01-1.jpg
  • 01-2.jpg
  • 01-3.jpg
  • 01-4.jpg
  • 01-5.jpg
  • 01-6.jpg
  • 01-7.jpg
  • 01-8.jpg
  • 01-9.jpg
  • 01-10.jpg
  • 01-11.jpg
  • 01-12.jpg
  • 01-13.jpg
  • 01-14.jpg
  • 01-15.jpg
  • 01-16.jpg
  • 01-17.jpg
  • 01-18.jpg
  • 01-19.jpg
  • 01-20.jpg

صفحة المتحدث الرسمي بإسم الكنيسة القبطية الارثوذكسية

مقتطفات من كتاب "حياتي في المسيح" للقدّيس يوحنّا كرونستادت 
 
 
** نقع، أحيانًا، في الإحباط واليأس، فنتمنى الموت وكأنّه الحلّ الوحيد لكلّ ضيق يعترضنا. ولكن، هل أنت مستعدٌ لتموت؟ أتتذكّر بأنّه بعد الموت تنتظرك الدينونة؟ أنت لست مستعدًّا، بعد، للموت، وإن أتاك، سوف ترتعب منه، لهذا لا تتفوّه بأقوال تفوق قدرتك. لا تقل: "الأفضل لي أن أموت"، بل: "كيف يمكنني أن أستعدّ لكي أموت مسيحيًّا؟". يمكنك هذا عبر الإيمان، الأعمال الصالحة، تحمّل المصائب والأحزان التي تُصيبك بشجاعة.. وهكذا فحين يباغتك الموت لا تعود تخشاه. أقبلْه برضى، وليس كشريعة فرضتها عليك الطبيعة، إنّما كدعوة سامية من الآب السماوي للدخول إلى الملكوت الأبديّ دخول الأبرار المغبوطين. تذكّر ذلك العجوز الذي تعب من ثقل طول الأيّام فطلب الموت، وعندما وافاه خاف ورفضه، مؤثرًا الرزوح تحت حمل الأيّام الثقيل.
 
** أسألك، أيها الإنسان، يا من لا يحلم إلاّ بهذه الحياة الفانية السريعة الزوال، ولا يُفكّر البتّة بالحياة السماويّة الأبديّة! ترى، ما هي هذه الحياة العابرة؟ إنّها حياة تتطلّب الدعم المستمرّ بالوقود، أي بالغذاء، لكي تتابع الشعلةُ اشتعالها ولا تخفت حرارتُها وتضعف. ولكي يبقى هذا البيت، أي الجسد، حارًّا ويستعيد قواه عليه بالاغتذاء من الكائنات الأخرى الحيّة التي وضعها الربّ من أجل خدمته ومعيشته. عليك أن تأكل مرّتين في النهار لكي تشدّد هذا الجسد الفاني وتقويه بالأطعمة والأشربة، وعليك، أيضًا، أن تقفل على نفسك داخل جسدك بإغلاق حواسّك الجسديّة، تمامًا، كما تغلق مصاريع البيت بإحكام، لكي تنعم بالحرارة والحياة. إنّ حياة الإنسان زهيدة بائسة كنسيج العنكبوت، فكما أنّ بيت العنكبوت قابل للتمزّق، هكذا هي حياتنا على الأرض، فكن متواضعًا، متذكّرًا على الدوام الحياة الأبديّة والملكوت السماوي.