• 01-1.jpg
  • 01-2.jpg
  • 01-3.jpg
  • 01-4.jpg
  • 01-5.jpg
  • 01-6.jpg
  • 01-7.jpg
  • 01-8.jpg
  • 01-9.jpg
  • 01-10.jpg
  • 01-11.jpg
  • 01-12.jpg
  • 01-13.jpg
  • 01-14.jpg
  • 01-15.jpg
  • 01-16.jpg
  • 01-17.jpg
  • 01-18.jpg
  • 01-19.jpg
  • 01-20.jpg

صفحة المتحدث الرسمي بإسم الكنيسة القبطية الارثوذكسية

للقديس باسيليوس الكبير

أنت على حق في تفكيرك، إننا لابد أن نعرف الحقيقة التي لا تتضمن فقط قمع الجسد، ولكن أيضاً التقدم نحو أثماره، لأن الثمار هي الشركة مع الله. إن كبح النفس هو رفض ما هو للجسد، واقتناء ما هو لله، وهو أيضاً الابتعاد عن كل ما يؤدى إلى موتها، لأن الجسد

هو هيكل الله، وهو الذي يستطيع أن يقربنا لله، بأن ننزع عنا كل حسد وكل غيرة ضارة، كل الذين يحبون أهواء أجسادهم إنما يرغبون في أشياء ليست لنفعهم، ولكنهم إذا استطاعوا أن ينزعوا فساد هذا المرض من قلوبهم، فإنهم سيجدوا أنفسهم أقوياء ضد كل أنزاع الأهواء التي تسبب موت أجسادهم وأرواحهم.

لو فهمت هذا الموضوع بطريقة صحيحة، فإننا نستطيع أن نقول إن من يعرف الله هو منضبط ( قامع لذاته ) لأنه لا يرغب في شيء، لأنه كامل في كل شيء، ولديه الاكتفاء الكلى في ذاته، فلا يرغب في ما يراه أو ما يسمعه، لأنه لا ينقصه شيئاً بل هو ممتلئ بكل شيء.

إكمال الشهوات يعنى أن النفس مريضة، ولكن قمع الأهواء يعنى أن النفس صحيحة، لا تعنى قمع النفس من جهة واحدة فقط أي الشهوات الجنسية، ولكننا نقصد كل الطرق التي تأتى منها الشهوات التي تحطم النفس وتجعلها في شدة الظمأ، فتوجد محبة المال، وغيرها من الشهوات التي تبعد النفس عن الاتحاد بالله، أيضاً لعلك تستطيع قمع نفسك بأن لا تعطيها ما تشتهيه من الشرب أو تناول بعض الأطعمة، فكل هذا يؤدى إلى تنقية نياتنا، والتحرر من العبودية.

تمرض نفوسنا إذا أخضعت للشهوات الفاسدة، والأفكار الرديئة التي تجعل قلوبنا منقسمة، أما قمع النفس فهو يعطينا حرية حقيقية في كل الطرق، ويحفظنا ويعطينا قوة.

إن قمع النفس لا يعنى العفة، ولكن العفة تنتج منه، وهى نعمة الله.

 

من رسالة القديس باسليوس الكبير إلى أوربيكيوس الراهب: