تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

من هم المدعوون وهل الدعوة وحدها تكفي؟؟؟

لو أن الدعوة وحدها كانت كافية فلماذا لم يخلص الكل؟...ليست الدعوة وحدها تحقق الخلاص، وإنما نِيَّة المدعوين. فالدعوة ليست ملزمة لهم ولا هي قهرية، إذ الكل مدعوون لكن لا يطيع الكل الدعوة

ومثل العرس الذي يشبه ملكوت السموات كما ذكرنا سابقا هو خير مثال :

2 «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ إِنْسَانًا مَلِكًا صَنَعَ عُرْسًا لابْنِهِ، 3 وَأَرْسَلَ عَبِيدَهُ لِيَدْعُوا الْمَدْعُوِّينَ إِلَى الْعُرْسِ، فَلَمْ يُرِيدُوا أَنْ يَأْتُوا. 4 فَأَرْسَلَ أَيْضًا عَبِيدًا آخَرِينَ قَائِلاً: قُولُوا لِلْمَدْعُوِّينَ: هُوَذَا غَدَائِي أَعْدَدْتُهُ. ثِيرَانِي وَمُسَمَّنَاتِي قَدْ ذُبِحَتْ، وَكُلُّ شَيْءٍ مُعَدٌّ. تَعَالَوْا إِلَى الْعُرْسِ 5 وَلكِنَّهُمْ تَهَاوَنُوا وَمَضَوْا، وَاحِدٌ إِلَى حَقْلِهِ، وَآخَرُ إِلَى تِجَارَتِهِ، 6 وَالْبَاقُونَ أَمْسَكُوا عَبِيدَهُ وَشَتَمُوهُمْ وَقَتَلُوهُمْ.  إنجيل متى٢٢ : ٢ -٦

ثم يستكمل المثل قائلا :

فَلَمَّا سَمِعَ الْمَلِكُ غَضِبَ، وَأَرْسَلَ جُنُودَهُ وَأَهْلَكَ أُولئِكَ الْقَاتِلِينَ وَأَحْرَقَ مَدِينَتَهُمْ. ثُمَّ قَالَ لِعَبِيدِهِ: أَمَّا الْعُرْسُ فَمُسْتَعَدٌّ، وَأَمَّا الْمَدْعُوُّونَ فَلَمْ يَكُونُوا مُسْتَحِقِّينَ. فَاذْهَبُوا إِلَى مَفَارِقِ الطُّرُقِ، وَكُلُّ مَنْ وَجَدْتُمُوهُ فَادْعُوهُ إِلَى الْعُرْسِ. (مت ٢٢ : ٧ - ٩)

وهو ماحدث مع اليهود في رفضهم للمسيح و الامم في قبولهم للمسيح.

 ويلاحظ أن الله. "سبق فعرف الذين له"، فاختياره وتعيينه لهم، لا على أساس محاباة، وإنما على أساس معرفته السابقة لهم، لا بمعنى أن لهم الفضل في شيء إلا قبولهم لدعوته وتجاوبهم لعمله فيهم بالمثابرة والجهاد. الله هو الذي يدعو وهو الذي يُبرّر وهو الذي يمجّد، لكن ليس في سلبيّة من جهتنا!

 

الوعاء الذى فسد  لم يفسد بسبب عدم كفاءة الفخارى بل بسبب وجود جزء غير مرن في الطين، حصوة مثلاً، وما هذا سوى الإرادة البشرية المقاومة لإرادة الله "يا أورشليم يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة. كم مرة أردت. ولم تريدوا" ولكن الله الفخارى الحكيم قادر أن يعيد تشكيل هذا الإنسان ويعطيه مكاناً آخر لخدمته أو خدمة أخرى تناسب وضعه الجديد

 الله يريد أن يخلق الكل آنية مجد والدليل أن الله خلق الإنسان علي صورته ولما فسد الإنسان جاء المسيح  ليعيدنا ثانية إلي صورة الله  فالله إذاً لا يريد أن يخلق إنساناً ليكون آنية هوان. ولنأخذ أمثلة.

 يهوذا الاسخريوطي : هل إختار الله يهوذا ليكون آنية هوان؟ أبداً. فالله إختاره من بين التلاميذ الإثني عشر، وأعطاه كما أعطي بقية التلاميذ، نفس المواهب، وتتلمذ علي يد السيد المسيح ثلاث سنوات كالباقين، وسمع تعاليم المسيح، ورأي معجزاته، بل شفي مرضي وأخرج أرواح نجسة، لكن يهوذا هو الذي إختار أن يكون آنية هوان بعد أن خلقه الله وأعده المسيح ليكون آنية مجد. كان الله يعلم أن يهوذا سيعمل هذه الخيانة لكن هل يمكن أن يقال أن المسيح أعده ليكون آنية هوان، ولاحظنا أن يهوذا حصل علي نفس فرص التلاميذ الإثني عشر ولكنه اختار بنفسه الخيانة وانية الهوان بحرية ارادته

 يذكرنا هذا بمثل الزارع في انجيل متى اصحاح  ١٣

الذي خرج ليزرع

الزارع هو نفس الزارع اي الله والبذار هي نفس البذار والزارع يريد للكل انباتا ويريد ثمرا جميلا جيدا ولكن الامر يتوقف على حسب طبيعة الارض التي سقطت عليها البذار 

ان الزارع لم يعد ولم يزرع بذارا للجفاف او الاحتراق او لتختنق بالشوك او ليأكلها الطيور فهو غير سعيد بذلك ولا يريد ذلك ولكن طبيعة الارض( اي الانسان ) هي التي تحكمت في الامر

 اذا في حسن الختام لسلسلة فلسفة الفخاري

نستنتج ان

الفخاري يتوقف على الطينة وليست الطينة على الفخاري

واذ كان الفخاري هو الله والطينة هي النفس البشرية

فالله يتوقف على ضعفي حتى يعمل بي

إذن الله يسعى لخلاصك. يبدأ العمل لأجلك. ولكن عليك أنت أن تستجيب أو تشترك معه أو تخضع لعمله. ولقد صدق القديس أوغسطينوس حينما قال:

[الله الذي خلقك بدونك، لا يشاء أن يخلصك بدونك]..

 + مراجع هذه المقالات من محاضرات البابا شنودة الثالث و تفسيرات الكتاب المقدس لاباء الكنيسة لابونا تادرس يعقوب ملطي و موقع dr .ghaly  وهو من المواقع المعروفة في تفسير ايات الكتاب المقدس