"استعدوا لأنكم في ساعة لا تظنون يأتي ابن الإنسان" (لوقا 12: 40).
أيها الأحباء في المسيح،
الحياة على الأرض ليست سوى رحلة قصيرة، طريق نمشيه سريعًا ثم نقف أمام العرش الإلهي. والسؤال الأهم الذي ينبغي أن يقرع قلوبنا: هل نحن مستعدون للقاء المسيح؟
- معنى الاستعداد
الاستعداد لا يعني الخوف ولا القلق، بل هو حياة يقظة روحية، قلب نقي، وسلوك بحسب الإنجيل. الاستعداد هو أن نعيش كل يوم وكأنه اليوم الأخير لنا على الأرض، وكل لقاء مع الناس وكأنه لقاء المسيح نفسه.
- لماذا نحتاج الاستعداد؟
لأن مجيء المسيح غير معروف الساعة: "أما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد" (متى 24: 36).
لأن حياتنا هشة وزمننا قصير، "أنتم بخار يظهر قليلًا ثم يضمحل" (يعقوب 4: 14).
لأننا سنقف جميعًا أمام كرسي المسيح لنقدم حسابًا عن حياتنا (رومية 14: 10).
- كيف نستعد؟
- بالتوبة اليومية: التوبة ليست مرة واحدة، بل رجوع دائم إلى الله، غسل القلب بدم المسيح، والتصالح مع إخوتنا.
- بالسهر الروحي: المواظبة على الصلاة، قراءة الكتاب المقدس، وحضور الأسرار المقدسة.
- بالمحبة العملية: فالمسيح يقول: "بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم" (متى 25: 40). خدمتنا للآخرين هي استعداد للقاء الديان العادل.
- بالثبات في الرجاء: لا نرتبك بأخبار العالم أو ضيقات الحياة، لأن رجاءنا في المسيح الذي غلب العالم.
- صورة العذارى الحكيمات والجاهلات
المسيح أعطانا مثل العذارى العشر (متى 25). العذارى الحكيمات حفظن الزيت في مصابيحهن، أي نعمة الروح القدس، أما الجاهلات فغفلن فضاع وقت الاستعداد. والسؤال لنا: هل في قلوبنا زيت المحبة والتوبة والرجاء؟
خاتمة
فلنستعد، أيها الأحباء، بالثبات في المسيح، لكي متى جاء العريس نجد مصابيحنا مضيئة ونسمع صوته الحلو: "تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

