في قلب صمت الناصرة ظهر الملاك ليعلن للعذراء سرّ التدبير الإلهي، إذ يقترب ملء الزمان ويصير الكلمة جسدًا في أحشائها البتولية. لم تكن البشارة مكافأة على استحقاق بشري، بل فيضًا من النعمة، لأن الله اختار المتواضعة ليصنع بها خلاص العالم. مريم لم تفهم كل شيء، لكنها أجابت بإيمان: «هوذا أنا أمة الرب، ليكن لي كقولك».
إنها الطاعة التي فتحت للإنسانية باب الخلاص، بعد أن أغلقه العصيان الأول. سرّ التجسد يبدأ من قلب متضع يسلّم بين يدي الله.
- يقول القديس إيرينيئوس:
- «بِطاعة العذراء انحلت عقدة عصيان حواء» (ضد الهرطقات 3: 22).
- إنها دعوة لنا أن نستقبل كلمة الله في داخلنا، بالإيمان والطاعة، فنصير نحن أيضًا مسكنًا لعمل نعمته

