رحيق السماء (5) 🕊 "حِينَئِذٍ قُدِّمَ إِلَيْهِ مَجْنُونٌ أَعْمَى أَخْرَسُ، فَشَفَاهُ" (مت 12: 22).
أمام عجز كامل، حيث الظلمة في العيون، والصمت على الشفاه، والجنون يقيّد العقل، أشرق نور المسيح بلمسة واحدة، فانفتح البصر، وانطلق اللسان، وعاد الإنسان بكماله. إن الذي خُلق بالكلمة، أعاد له الكلمة كرامته المسلوبة.
- يقول القديس إيريناؤس:
[المسيح أعاد للإنسان صورته الأولى، إذ جمع ما تفرّق بسبب الخطية].
فالشفاء لم يكن جسديًا فقط، بل إعلانًا أن سلطان الله قد حضر ليكسر قيود إبليس ويُطلق الأسير حرًا.
المسيح وحده قادر أن يفتح أعيننا على الحق، ويحرر ألسنتنا للشهادة، ويجدد عقولنا بنور نعمته. ومن يقف أمامه بإيمان، ينال حرية الروح ليهتف:
"قد أقبل إلينا ملكوت الله".

