مجد عروس الملك المسيا
١- مجد داخلي: كل مجد ابنة الملك من الداخل"
إذ تدخل العروس إلى حجال عريسها الملك تصير له كل شيء: عروسًا وابنة وخادمة وصديقة إلخ... تُمجده بحياتها حتى بأفكارها الخفية فيُمجدها هو أيضًا.
+ يجب أن نلاحظ أنه كما أن للملك حِجالًا خاصًا إليه تُحضر عروسه أو ملكته، هكذا للعروس غرفتها حيث يُغلق الباب متى لحق بها كلمة الله (اللوغوس) ودخلت معه. لهذا فهي بكل ما لها من غنى في الداخل تغلق عليه في غرفتها هذه لتُصلي إلى الآب الذي يرى في الخفاء، وتدرك نفائس ما جمعته هناك، وإذ يبصر غناها يهبها ما تطلبه في صلواتها. العلامة أوريجانوس
+ يُناجي العريس السماوي عروسه الممجدة، قائلًا: أختي العروس جنة مغلقة، عين مقفلة، ينبوع مختوم (نش١٢:٤) كأنه يقول لها: أذكري إمكانياتي فيك، فإنني أنا سرّ مجدك، جعلتكِ جنة وعينًا وينبوعًا؛ غرست فيكِ بروحي القدوس أشجارًا متنوعة، وفجّرت فيك ينبوع ماء حياة، وصرت لكِ سورًا من كل جانب حتى لا يتسلل إليك لص أو وحش مفترس.
+ يُحدثنا الحكيم عن الإمكانيات الداخلية المجيدة، قائلًا: "اشرب مياهًا من جبك، ومياهًا جارية من بئرك. لاتفض ينابيعك في الخارج، في الشوارع، مع الغرباء"...
+ يقول ق غريغوريوس أسقف نيصص : إنه حينما تنحرف أفكارنا الداخلية نحو الخطية الغريبة نكون قد أضعنا مياه ينابيعنا، وقدمناها للغرباء .
+ حين نركز أنظارنا على المجد الداخلي يُقيم الله نفسه حارسًا على أبواب قبلنا أو إنساننا الداخلي، إذ يؤكد: وأنا يقول الرب أكون لها سور نارٍ من حولها وأكون مجدًا في وسطها (زك٥:٢)
+ يرى ق أمبروسيوس أن المجد الداخلي المختوم هو بتولية النفس التي تحمل ثمارًا كثيرة صالحة: ينطق السيد بهذا القول (نش١٢:٤) للكنيسة التي يُريدها بتولًا بلا دنس ولا عيب. الجنة المخصبة هي البتولية التي يمكن أن تحمل ثمارًا كثيرة لها رائحة صالحة... إنها جنة مغلقة، لأنها محاطة بسور الطهارة من كل جهة. وهي ينبوع مختوم، لأن البتولية هي ينبوع العفة وأصلها، تحفظ ختم النقاوة مصونًا بغير اضمحلال، فيه تنكس صورة الله، حيث تتفق نقاوة البساطة مع طهارة الجسد أيضًا .
٢- مجد سماوي: مشتملة بأطراف موشاة بالذهب
في العهد القديم كان بهدب رداء الكاهن رمانات من نسيج ذات ألوان بديعة يتخللها أجراس ذهبية، يرى العلامة أوريجانوس أن هذه الأجراس يُلزم أن تدق على الدوام رمزًا لعدم سكوت الكاهن عن التحدث عن الأزمنة الأخيرة ونهاية العالم . هكذا تحمل الكنيسة في عبادتها وسلوكها وعقائدها الطابع الأخروي السماوي (الذهب)، حتى أطرف ثوبها سماوية.
٣- مجدها في تنوع مواهبها:
"متزينة بأشكال كثيرة"
٤- مجدها في كرازتها وشهادتها لعريسها : يدخلن إلى الملك عذراى في أثرها جميع قريباتها إليه يقدُمْنَ"
+ إذ تنجذب النفس إلى عريسها تسحب معها قلوب كثيرة بشهادتها له، تأتي بكثيرين كعذارى.
+ كنيسة متهللة: يَبْلُغْنَ بفرح وابتهاج؛ يدخلن إلى هيكل الملك
+ تفرح كل نفس بعريسها وتتهلل من أجل غنى أعماله ومحبته الفائقة لها. أما سرّ فرحها فهو دخولها إلى هيكل الرب السماوي.
+ يرى ق باسيليوس الكبير أن الحديث هنا عن الكنيسة الواحدة التي تجتذب الكثيرين من فساد معتقداتهم لتهبهم روح الفرح الحقيقي وتدخل بهم إلى الممالك السماوية