• 01-1.jpg
  • 01-2.jpg
  • 01-3.jpg
  • 01-4.jpg
  • 01-5.jpg
  • 01-6.jpg
  • 01-7.jpg
  • 01-8.jpg
  • 01-9.jpg
  • 01-10.jpg
  • 01-11.jpg
  • 01-12.jpg
  • 01-13.jpg
  • 01-14.jpg
  • 01-15.jpg
  • 01-16.jpg
  • 01-17.jpg
  • 01-18.jpg
  • 01-19.jpg
  • 01-20.jpg

صفحة المتحدث الرسمي بإسم الكنيسة القبطية الارثوذكسية

من يفعل الخطية فهو
عبد للخطية. 🍂

 ما هي مراحل الخطية؟
  وكيف نتجنبها؟
 الإجابة:

في غالبية الحالات لا تهجم الخطيئة علي الإنسان دفعة واحدة بكل قوتها‏,‏ إنما تزحف إليه زحفا حتى تصل إليه بشيء من التدريج‏,‏ لذلك فلينظر كل شخص من أين تأتيه الخطية‏,‏ ويراقب تطورها‏,‏ ويحترس‏.‏

*‏ ومراحل الخطية تبدأ غالبًا باتصال‏,‏
 ثم انفعال‏,‏
 فاشتعال فتتصل الخطية بأي شخص عن طريق العثرات أو التهاون أو الصدفة‏,‏ أو المعاشرات الرديئة‏,‏ أو لقاءات الحياة العادية‏,‏ فان أعطاها مجالا‏,‏ قد تؤثر عليه فينفعل بها سواء أكان انفعالا فكريا أو عاطفيا أو بطريق الحواس‏,‏ فإن تهاون مع هذا الانفعال‏,‏ يشتد فيتحول إلي اشتعال‏.‏
وفي هاتين المرحلتين تكون مؤثرات الخطية قد انتقلت من الخارج إلي الداخل‏,‏ وفي هذا خطورة‏,‏
 
‏ يتطور الأمر إلي صراع داخلي‏,‏ ربما ينتهي إلي تسليم وسقوط انه صراع بين الضمير والخطيئة‏,
‏ أو بين الروح والمادة‏,‏ وهذا الصراع يدل علي الإنسان‏,‏ رافض للخطيئة‏,‏ وأنه يقاوم‏,‏ وهي مرحلة متعبة‏,‏ ولكنها أفضل من الاستسلام للخطأ والسقوط‏,‏ وهكذا يكون الإنسان قد أوقع نفسه في هذا الصراع بتهاونه في المراحل السابقة‏.‏

والصراع مع الخطيئة غير مضمون النتيجة..

‏*‏ ويتوقف علي مدي مقاومة الشخص‏,‏ وعلي تدخل النعمة لإنقاذه‏,‏ فقد تدركه المعونة الإلهية‏,‏ وتنتشله بطريقة ما مما هو فيه‏.‏ وقد يتعب من الصراع ويفشل‏,‏ ويلقي سلاحه ويستسلم ويسقط‏.‏ وذلك لأن الخطية من طبيعتها أنها لا تستريح حتى تكمل‏.‏

*‏ فان سقط الشخص في ذلك الصراع مع الشر‏,‏ لا يتركهالشيطان بل يستمر في محاربته له‏,‏ حتى تتكرر الخطيئة‏,‏ وحتى تتحول إلي عادة أو إلي طبع فيه‏,‏ ويصل إلي الوضع الذي لا يستطيع فيه أن يقاوم‏!‏

*‏ وهذا ما نسميه بالعبودية للخطية حيث يخضع لكل ما يقترحه الشيطان عليه‏,‏ كعبد له وللخطية التي سيطرت عليه‏,‏ ثم لا يكتفي عدو الخير بأن يجعل فريسته عبدًا له‏,‏ إنما يتطور إلي ما هو أبشع‏.‏

*‏ تتطور العبودية إلي مذلة العبودية‏!‏

أي إلي الوضع الذي يشتهي فيه الشخص الخطية التي تسيطر عليه‏,‏ ولا يجدها‏!‏ ويطلبها متوسلا بكل قواه يتوسل ولا يتوصل كمن يطلب شهوة المال‏,‏ أو شهوة الجسد‏,‏ فلا يجدها‏,‏ أو كمن يطلب العظمة أو الكبرياء‏,‏ أو الانتقام أو التشفي‏,‏ ويسعي بكل رغبات قلبه لعله يجد، وكأنه يتوسل إلي الشيطان‏,‏ أو يتسوَّل من الشيطان‏,‏ أن يمنحه الخطيئة‏!‏ وهذه مذلةـ وقد يتمادي الشيطان في غروره‏,‏ ويحتقر هذا الشخص الذليل‏!‏

فلينظر كل شخص في أي مرحلة من هذه المراحل هو كائن؟ ‏ وليختصر الجهاد والصراع‏,‏ ويبعد عن الخطوة الأولي.

فهذه أسهل له وأربح وأكثر ضمانًا‏,‏ كما أنه بابتعاده عن أول مرحلة من مراحل الخطية يدل علي عدم قبوله لها بسبب نقاء قلبه‏..‏ ويريح نفسه من التفاوض مع الشيطان بعدم التعامل معه.

*‏ قد ينتصر إنسان علي فكر شرير بعد صراع مرير‏,‏ ولكنه في أثناء الصراع يكون قد نجس ذهنه وربما قلبه‏.‏

وحتى إن طرد الفكر من عقله الواعي‏,‏ قد يبقي في ذاكرته وفي عقله الباطن‏,‏ وربما يعود إليه بعد حين‏,‏ أو يظهر في أحلامه أو في ظنونه‏..‏ فلماذا كل هذا التعب؟ الوضع السليم هو التخلص منه من بادئ الأمر‏,‏ قبل أن يستمر‏,‏ وقبلما يتسع نطاقه في تدمير الروحيات

 والانتصار علي الفكر يبدأ من مرحلة الاتصال‏.‏ فليحاول كل شخص أن يبتعد عن الاتصال بمصادر الخطية‏.‏

*‏ لذلك في أي مرحلة من مراحل الخطية وجد الإنسان نفسه‏,‏ فليجاهد أنها لا تتطور إلي أسوأ، لأن الإرادة تكون قوية في أول القتال‏,‏ أعني في مرحلة الاتصال‏,‏ فإذا وصل الشخص إلي مرحلة الانفعال‏,‏ تكون إرادته قد بدأت تستجيب للخطأ‏,‏ وفي الاشتعال تكون قد ضعفت‏,‏ أما في مرحلة الصراع‏,‏ فان الإرادة تكون بين الحياة والموت‏,‏ وان سقطت تكون قد وقعت صريعة في حربها ضد الخطية‏,‏ وفي حالة العبودية للخطية تكون الإرادة قد ماتت تماما‏,‏ ويصبح الإنسان حينذاك مسلوب الإرادة‏,‏ إذن فليعلم هذه الحقيقة جيدا؛ انه كلما يخطو خطوة في طريق الخطية‏,‏ تضعف إرادته وكلما يضعف‏,‏ يميل إلي الخطية ويكون قد أعطي الشيطان مكانا ووضعا داخل نفسه‏,‏ وكلما يخطو خطوة أخري نحو الخطية‏,‏ تقل مخافة الله في قلبه‏,‏ ويكون سقوطه بالعمل متوقعا جدا‏..   
والإنسان الحكيم لا يستهين بأية خطية‏,‏
 مهما بدت صغيرة‏..‏ فأي ثقب بسيط في سفينة‏,‏ قد يتسع إذا أهمل حتى يتحول إلي كارثة غرق‏.‏

لذلك فلنحترس مدققين من جهة أي تهاون أو تراخ في كلامنا أو تصرفنا‏,‏ عارفين أن من يهتم بالقليل‏,‏ سيهتم بلا شك بالكثير‏,‏ وكما يقول المثل الانجليزي اهتم بالبنس‏,‏ فتجد أن الجنيه يهتم بنفسه؟
 Take care for the penny, and the pound will take care of itself 
لذلك كن دقيقَا جدَا‏,‏ فربما خطأ بسيط يجر إلي مشاكل كثيرة‏,‏ بينما التدقيق ينفعك ويعلمك الحرص‏.‏

*‏ حقا ما أكثر الخطايا التي تدخل من ثقب إبرة‏!‏
انه لا يدعوك مثلا إلي إهمال الصلاة‏,‏ لكنه قد يقترح تأجيلها بعض الوقت ريثما تستعد‏,‏ ثم يظل يؤجل ويؤجل حتى يفوتك موعد الصلاة أو تنساها‏.‏ وهكذا يفعل معك بالنسبة إلي التوبة‏.‏ والخطوة الأولي إلي الخطية تختلف من شخص إلي آخر‏,
‏ وتتنوع حسب الظروف‏,‏ فكن يقظا من هذه الناحية‏,‏ وإذا دفعت إلي الخطية الأولي‏,‏ فلا تكمل وتصل إلي الثانية‏.‏
واحترس من أن تكون الخطوة الأولى بالنسبة إليك هي الغرور والثقة الزائدة بالنفس التي نقودك إلي عدم الاحتراس أو إلي شيء من الفتور‏.‏ كذلك استفد من دراسة الخطوة الأولى التي أسقطت غيرك‏,‏ وبخاصة أولئك الذين كانوا أقوياء أو ظنوا أنهم أقوياء‏,‏ وبالاحتراس من الخطوة الأولي‏,‏ تتدرب علي حياة التدقيق‏,‏ وعلي حياة الجهاد الروحي وليكن الله معك‏م