الاحد الثالث من شهر هاتور المبارك ( لو 14 : 25 – 35 )
( التبعية وحمل الصليب )
يقول النص الانجيلي من لوقا ( 14 : 25 – 35 ) وكان جموع كثيرة سائرين معه فالتفت وقال لهم ان كان احد ياتي الي ولا يبغض اباه وامه وامراته و اولاده واخوته واخواته حتى نفسه ايضا فلا يقدر ان يكون لي تلميذا . (ومن لا يحمل صليبه ويتبعني فلا يمكنه ان يصي لي تلميذا) . يتكلم هذا الفصل عن ضيقات الانجيل اي ضيقات الذين يريدون ان يتبعوا المخلص في حياة التبعية والصبر على المتاعب وحمل الصليب ليحظوا بملكوته ويكونون له تلاميذ ويتضح ذلك في قوله لهم ( ومن لايحمل صليبه ويتبعني فلا يمكنه ان يصير لي تلميذا ) .
التبعيه : - ان اتباع السيد المسيح له كل مجد يعني السعي للتشبه به . فقد اطاع الاب في كل شئ دئما وهذا ما يجب ان نسعى لكي نعمله (يوحنا 10 : 15 : 29 : 8 ) ان اتباع المسيح بحق يعني ان يكون المسيح هو سيدنا . هذا معنى ان يكون المسيح ربا على حايتنا فكل قرار او حلم يفحص في ضوء كلمته بهدف تمجيده في كل شئ . فنحن لا نخلص بالاعمال التى نعملها من اجل المسيح لانكم بالنعمة مخلصون بالايمان وذلك ليس منكم . هو عطية الله ليس من اعمال كيلا يفتخر احد ولكننا نخلص بما فعله هو من اجلنا . ان اتباع المسيح يعني تطبيق الحق الذي نتعلمه من خلال كلمته ونعيش وكان المسيح بشخصه يسير الى جورنا . حمل الصليب :- ان حمل الصليب هنا شرط التبعيه حيث يقول ( ومن يحمل صليبه وياتي ورائي فلا يقدر ان يكون لي تلميذا ( لو 14 : 27 ) . والصليب هنا له معنى واسع يجب ان يتحلى بمعانيه من يتبع المسيح ويكون له تلميذا . فهو شركة مع المسيح المصلوب – هو استعداد لتحمل الالام مع المسيح - هو قوة بها ينتصر على كل الاعداء الروحيين ... وهم الشياطن – الخطية – الظلم وكل من انتصر عليهم السيد المسيح على الصليب وكان اخر عدو يبطل هو الموت ( 1 كو 15 : 26 ) . فحمل الصليب ليس مهمه ثقيلة يطالب بها السيد المسيح من يتبعه " استطيع كل شئ في المسيح يسوع الذي يقويني " ( فى 4 : 13 ) . لهذا يحمل اولاد الله الصليب بفرح , خلف رئيس خلاصهم , خاضعين لمشيئته , مستعدين للموت بلا خوف , متيقين انهم في الطريق للمجد الابدي الفائق للوصف0
يعطينا الله ان نتحمل التجارب والالام وحمل الصليب لكي نرى قيامته
والى الهنا كل مجد وكرامة الى الابد
الراهب القمص متى الانبا بيشوي