• 01-1.jpg
  • 01-2.jpg
  • 01-3.jpg
  • 01-4.jpg
  • 01-5.jpg
  • 01-6.jpg
  • 01-7.jpg
  • 01-8.jpg
  • 01-9.jpg
  • 01-10.jpg
  • 01-11.jpg
  • 01-12.jpg
  • 01-13.jpg
  • 01-14.jpg
  • 01-15.jpg
  • 01-16.jpg
  • 01-17.jpg
  • 01-18.jpg
  • 01-19.jpg
  • 01-20.jpg

صفحة المتحدث الرسمي بإسم الكنيسة القبطية الارثوذكسية

تأمل في الملائكة 

لقد بشّر الملاك زكريا بالطفل الذي سيهيئ الطريق قدّام الربّ. وبشارة الملاك للعذراء مريم، هي أولى مراحل الميلاد.

يتواجد الملائكة دوماً حيث يكون الله. لذلك هم دوماً فرحون، ويحملون فرحهم الى حيث يُرسلون

وقد بشّر الملائكة الرعاة بميلاد المخلّص.

ويرمز الملائكة إلى نزول السماء إلى الأرض، وارتفاع الأرض إلى السماء.

والى الرسل الحاملين بشرى الفرح إلى كلّ العالم. كما يرمزون إلى الخدّام الذين يتمّمون كلمة الله

ويحملون بشرى الحياة إلى العالم، ويساعدون الخطأة على الرجوع إلى عالم النعمة.

 

تأمل في العذراء


كانت العذراء، أول شخص يصغي إلى كلام الربّ ويتأمل بعجائبه

فكانت الأرض الصالحة، التي حفظت الكلمة بقلب جيّد، فأعطت مئة. وهل من عطاء أكبر من تجسّد الله؟

لذلك فهي ترمز إلى الإصغاء؛ إذ كانت تصغي لكلمة الربّ

وتردّد مع صموئيل: "تكلّم يا ربّ، فإنّ عبدك يسمع" ( 1 صمو 3:10)

وكلّ مرّة يصغي إنسان إلى كلام الله ويتأمل فيه، ويتمّم إرادة الله، يتمّ ميلاد الله في حياته.

وترمز إلى حياة التأمل ، فهي كانت تحفظ كلام الله في قلبها وتعمل به.

والى انتظار البشرية للخلاص. يقول القدّيس أفرام السرياني:

" ما أفسدته حوّاء بتمردّها، أصلحته العذراء بطاعتها".

وترمز أيضاً إلى التواضع : يقول الأنبا سلوان :

" إنّ النفس المتواضعة تشبه بيتاً جميلاً في وسط حديقة جميلة جداً

 لا يستطيع الله إلاّ أن يسكنها، لأنّها تغريه بتواضعها".


وترمز أيضاً إلى: حين يلتقي التواضع مع الإصغاء يتمّ ميلاد الله.

قال القدّيس إسحاق السرياني:

" عندما أراد الله أن يتجسّد، لم يجد رداءاً يرتديه أجمل من التواضع".

لقد جعل الله المرأة، أمّاً لابنه يسوع المسيح المتجسّد.

ومن دمها، دم الإله المتجسّد والمُرَاق لأجل خلاص البشر.

وما سعت إليه حوّاء بكبريائها- أن تصبح مثل الله- حقّقته العذراء لها ولكلّ أبنائها البشر.

 

تأمل في القدّيس يوسف

 

يرمز القدّيس يوسف إلى الطاعة الواعية والصامتة

ويرمز إلى تتميم إرادة الله بصمت. فهو لم يتمرّد لم يتذمّر.

واستطاع أن يحمي الله المتجسّد بيسوع المسيح، بصمته المصلّي.

وتصرّف كما أمره الملاك بدون جدال. وهو يرمز إلى الإنسان المترقّب لعلامات الله في حياته،

دون أن يرفضها أو يتهرّب منها، حتى لو يفهمها.

كذلك حين شكّ يوسف في قلبه وخاف، لم يتردّد أن يأخذ مريم، كما أمره الملاك

مخضعاً منطقه لنعمة الله وعمله. فهل من إيمان أكبر ؟

إنّه بنى بيته على صخر الإيمان، فلم تحطّمه سيول الشكّ

" فكلّ من سمع أقوالي هذه وعمل بها يُشبه رجلاً عاقلاً بنى بيته على الصخر

فهطل المطر، وجاءت السيول، وعصفت الرياح، وانقضّت على ذلك البيت فلم يسقط لأنّ أساسه ثابتٌ على الصخر"

( متى 7: 24-25 )

كم جدير بنا أن نتمثّل بمن ربّى الله بالجسد في بيته، وشاركه في قليله، فأشركه الله في كثيره.

كلّنا مدعوون للتشبّه بالقدّيس يوسف.

 

تأمل في الرعاة

يرمز الرعاة إلى الله الآب راعي الرعاة ( حزقيال 34: 1-16 )

ويرمز الرعاة أيضاً إلى الفقراء، الناظرين إلى السماء، الذين كانوا ينظرون إلى الملائكة

ولو أنهم كانوا ينظرون إلى أغنامهم، لما رأوا علامة السماء.

وهذا مهمّ جداً بالنسبة لرعاة الكنيسة ولكلّ مسيحي ولكلّ صاحب قرار

أن ينظروا إلى السماء والى شريعتها الإلهية، والى المحبّة المتجلّية في عمل الله في كلِّ الخلائق ورحمته اللامتناهية لضعفنا وخطايانا

قبل أن يصدروا أحكامهم على من هم مسؤولون عنهم.

يقول الإنجيل عن هؤلاء الرعاة:

" طوبى لأنقياء القلب، فإنّهم يعاينون الله"

( متى 5:8)

لأنّ محبّتهم للمسيح المولود، تخطّت فقرهم، والكثير من هموم الحياة التي كانت تثقل كاهلهم، وجعلتهم يتبعون كلام الملائكة

ويهرعون إلى المغارة، " ليجدوا مريم ويوسف، والطفل مضّجعاً في المذود" ( لو 2:16 )

فأصبحوا أغنياء بالله الذي افتقر لأجلهم. فبلغوا مع المجوس إلى الذي لا يُبلغ إليه:

أي إلى الله. فهم إذن العيون الشاخصة نحو السماء، والمتأملة في أمورها.

يرمز الرعاة أيضاً إلى المسيح، الراعي الصالح ( يو 10: 11 )

والى الرسل، الذين هم رعاة العالم. وكلّ واحد منّا هو راعٍ لإخوته البشر العائشين معه

فهم إذن، يطرحون علينا السؤال التالي:

" إلى أين تتجّه أنظارك؟ أإلى السماء أم إلى الأرض؟

أإلى الخدمة أم إلى التسلّط؟

إلى الذي الله الذي يدوم أم إلى غالي يزول؟

ونحن بدورنا، إن لم نتخلّ عن ذواتنا، وننطلق مثل الرعاة

متخلّين عن راحتنا وأنانيتنا الشخصية، لنفتّش عن الطفل الجديد

فلن يتمّ الميلاد في حياتنا، ولن نرى شيئاً من عجائبه.

 
تأمل في المجوس


يرمز المجوس إلى البحث الدائم عن الحقيقة، عبر كلّ رموز الطبيعة التي تقود إلى الله

وهل من حقيقة أكبر من حقيقة المسيح الذي هو " الطريق والحقّ والحياة" ( يو 14: 6 ) ؟

والمجوس، هم أصحاب المنطق، أصحاب العلم السلطان والجاه

ولم يكن شيء ينقصهم سوى الله الذي أتوا يبحثون عنه؛ ورغم كلّ الغنى المحيط بهم

كانوا يشعرون بأنّهم فقراء. لكنّ الله لا يترك خائفيه، بل يكلّمهم كلاًّ منهم على طريقته:

فخاطب الرعاة بالملائكة، والمجوس بالنجوم التي كانوا يراقبونها.

وبالرغم من سعة علمهم ومعرفتهم كانوا يفتّشون عن الله. وتركوا بلادهم والجاه الذي كانوا فيه من أجله

وتبعوا النجم ليدلّهم أين هو المسيح. وتحدّوا هيرودس:

" أين المولود ملك اليهود؟ فإنا قد رأينا نجمه في المشرق فوافينا لنسجد له" ( متى2:2).

وركعوا أمام الحقيقة حيث وجدوها، فهم إذن شهودٌ، حتى لو كلّفهم ذلك حياتهم.

فرجعوا من طريق أخرى إلى بلادهم ( متى 2: 12 )، وبشّروا بالله.

فهم يرمزون إذن، إلى الآتين من البعيد من العالم الوثنيّ ليفتّشوا عن النجم الموجود عندنا:

أي عن الحقيقة. وهم الأمم الذين يأتون من المشارق والمغارب ليجلسوا في أحضان إبراهيم، في حين يُطرح بنو الملكوت خارجاً ( متى 8: 11 )؛ وأصبحوا أيضاً بإيمانهم، أبناءً لإبراهيم بحسب الجسد.

إنهم يرمزون إلى المتخلّين عن كلّ شيء من أجل الحصول على الله

وبالرغم من أنّهم كانوا مرتاحين في بيوتهم وبلادهم، فقد انطلقوا في المجهول

في رحلة تعرّضهم لشتّى أنواع التعب والمشاكل

فالبحث عن الربّ يكلّف جهداً وتعباً. لقد فضّلوا عار المسيح على غناهم وبحبوحتهم وجاههم

وركعوا أمام طفل المذود بدافع الإكرام والحبّ، غير مهتمّين للمظهر الذي تجسّد فيه الله.

إذ لم يتجسّد كملك بل كطفل في مذود : إنّهم كانوا يفتّشون عن الجوهر.

فحيث يكون الفرح إذن، هناك تكون المغارة.

وحيث تكون العذراء والتواضع، هناك يكون الميلاد.

وحيث يكون ميلادٌ، توجد طاعة الله. وحيث تكون طاعة الله

هناك عيونٌ شاخصة نحو السماء.

وحيث هناك عيون شاخصة نحو السماء، هناك أناس يفتّشون عن الحقيقة، وينسون الأرض ليرتفعوا نحو الله.

فارتفعوا إذن، إلى حيث المسيح

الذي قبل أن يجلس عن يمين الجلال في الأعالي

قَبِل أن يولد في مذود، ليدخل منه إلى قلب كلّ إنسان.

 

تأمل في النجم


يرمز النجم إلى النور : " أنتم نور العالم" ( متى 5:14). والمسيح نورٌ. وقد جاء النور إلى العالم ليضيء الظلمة: " ما دمت في العالم، فأنا نور العالم" ( يو9:5)

ويرمز النجم أيضا إلى يسوع الذي يقودنا إلى الآب. والى المسيحيين الذين يقودوننا إلى الله. لذلك نحن أبناء النور وأبناء النهار.

ويرمز أيضا إلى المبشّرين الذين يبشّرون بالنور في عالم الظلمة.

ويرمز إلى الكاهن الواقف أمام الهيكل. فهو نجم يضيء الكنيسة كلّها، ويوجّهنا نحو الله الموجود في الهيكل. لذلك على المؤمنين أن يتمسّكوا بالمسيح

" كما بمصباح يضيء في مكان مظلم، إلى أن ينفجر النهار ويشرق كوكب الصبح في قلوبكم"

( 2 بط1: 19).

فالنجم إذن، دعوة لنا لنكون النور على المنارة، وليس تحت المكيال ( متى 5: 14-16 ).

منقول