• 01-1.jpg
  • 01-2.jpg
  • 01-3.jpg
  • 01-4.jpg
  • 01-5.jpg
  • 01-6.jpg
  • 01-7.jpg
  • 01-8.jpg
  • 01-9.jpg
  • 01-10.jpg
  • 01-11.jpg
  • 01-12.jpg
  • 01-13.jpg
  • 01-14.jpg
  • 01-15.jpg
  • 01-16.jpg
  • 01-17.jpg
  • 01-18.jpg
  • 01-19.jpg
  • 01-20.jpg

صفحة المتحدث الرسمي بإسم الكنيسة القبطية الارثوذكسية

قليلٌ من التفكير

نزل بطرس من السفينة ومشى على الماء ليأتي إلى يسوع .. ولمَّا دخَلاَ السفينة سكنت الريح» ( متى 14: 29 ، 32)

أمامنا مشهد شهير ومُثير جدًا، حيث نزل بطرس مِن السفينة التي تُصارع الأمواج وتخبطها الرياح، لكي يمشي على الماء إطاعة لكلمة الرب له بأن يفعل ذلك. وأمام هذا الموقف نسأل سؤالاً يحتاج لبعض التفكير، لنكتشف أن الكتاب يُعلِّمنا دروسًا رائعة من هذا الحَدَث: تُرى أيهما كان أكثر أمانًا؛ بطرس الذي كان ماشيًا على الماء، أم التلاميذ الذين كانوا في السفينة؟

الإجابة السهلة والبديهية والتي نعتقدها أن التلاميذ كانوا أكثر أمانًا من بطرس، لأنهم كانوا في السفينة، بينما بطرس كان ماشيًا على الماء، وسط هياج البحر والعواصف والرياح.

لكن إذا أعطينا أنفسنا وقتًا للتفكير، وقرأنا النص بإمعانٍ أكثر، سنجد العكس تمامًا. فبطرس كان يمشي فوق الماء ويقترب من الرب، بينما كان التلاميذ في السفينة التي كانت لا تزال تعاني من الرياح الشديدة والعواصف الهائجة، ولم تهدأ الرياح والعواصف إلا بعد دخول الرب وبطرس إليها. إذن فقد كانت السفينة لا تزال مُعذبة والتلاميذ فيها، تميل بهم يمينًا ويسارًا، مما يعني عدم الأمان بالنسبة لهم، بينما بطرس كان مُتمتعًا باختبار جديد لم يشهده أحدٌ مِن قبل، ألا وهو المشي على الماء. فبطرس هنا كان أكثر أمانًا وأكثر قُربًا من الرب، وأكثر اختبارًا لحَدَث جلَل. وهكذا إذا طبَّقنا هذا الأمر على العديد من المشاهـد الكتابية سنجد أننا نخرج بذات الأمر. فإبراهيم كان أكثر أمانًا، وتمتع بأحلى البركات، لمَّا خرج وهو لا يعلم إلى أين يذهب، فقد كان في نظر الناس يُغامر، بينما هو كان يعلم إلهه، ويُدرك أنه أكثر أمانًا وفرحًا برفقته. وكذلك موسى لمَّا ترك قصر فرعون، أو التلاميذ حينما تركوا شباكهم وذهبوا وراء الرب، أو دانيال حينما رفض أمرًا مَلَكيًا، وعرَّض نفسه للخطر الشديد؛ كل هؤلاء ربما كانوا في نظر الناس في خطرٍ شديد، بينما في نظر الله، ونظر أنفسهم، هم في أمانٍ تام.

فالمؤمن الذي يتبع المسيح، قد يراه الناس في خطر، وقد يعتقدون أنه سيغرق، وربما يُحذرونه مما يفعله. لكن الحقيقة التي لا يعلمونها أنهم هم الذين في خطر، رغم أنهم يعتقدون أنهم أكثر أمانًا. هم يعتقدون أن السفينة أكثر أمانًا مِن تبعية السَيِّد؛ يضعون آمالهم في شيء تُحرِّكه الأمواج وتخبطه الرياح، بينما مَن يضع الرب نصب عينيه، سوف يجد نفسه سائرًا على الماء برفقة سيده.