العطاء في العهد الجديد:
أكد الرب يسوع تعليم العهد القديم بصفة عامة بل زاد عنه حيث قال: «... إن لم يزد بركم على الكتبة والفريسيين...» (مت5: 17-20).
وقد تكلم عن العشور في (مت5: 23، 24). كذلك أضاف بُعد أخر عن العطاء من الإعواز، وذلك واضح في قصة الأرملة (مر12: 41-43).
والعهد الجديد لا يحدد نسبة معينة للعطاء، ولكنه يعلم عن الوكالة، كما جاء في (1بط4: 10) «... كوكلاء صالحين على نعمة الله المتنوعة». كما يحث على مساعدة الفقراء والمحتاجين والغرباء. انظر (أف4: 28؛ عب13: 1-16 ، يع1: 27؛ 2: 14-16).
وهناك رأي ينادي بوضع العشور كلها بالكنيسة لأجل كل مشاريع الخدمة المختلفة، وذلك بخلاف الصدقة التي تعطى للفقراء بحسب إرشاد الروح القدس.
استخدامات العشور والتقدمة:
- تسديد احتياجات الكنيسة، كما جاء في (ملا3: 10): «هاتوا جميع العشور إلى الخزنة ليكون في بيتي طعام...».
- دعم خدمة انتشار الإنجيل.
- العناية باحتياجات قديسي الكنيسة. انظر (أع11: 27-30) وكذلك الإصحاح (8، 9) من رسالة كورنثوس الثانية.
- كذلك لا يجب أن ننسى الفقراء بصفة عامة. قال الرب يسوع أن نعطي صدقة (مت6: 5-8)، «ومن سألك فأعطه، ومن أراد أن يقترض منك فلا ترده» (مت5: 42).
والصدقة هي تعبير عن الشكر لله، الذي أعطانا كل شيء بغنى، وكذلك هي التعبير عن محبتنا للآخرين.
ثمر العطاء:
- العطاء بركة للمعطي... فمن يزرع بالبركات فبالبركات أيضاً يحصد (2كو9: 6)، ومن يعطي سوف يأخذ أكثر مما أعطى «كيلاً جيداً ملبداً مهزوزاً فائضاً...» (لو6: 38)، وعندما نكون أمناء في تقديم عشورنا وتقدمتنا لله، فالوعد لنا بأبواب مفتوحة في السماء وبركة لا توسع (ملا3: 10).
- كذلك عن طريق العطاء يتمجد الله وذلك عن طريق نشر الإنجيل، فمن أسباب ضعف الكنيسة والكرازة ومشاريع الكنيسة هو روح عدم العطاء. أيضاً ينشئ العطاء شكراً كثيراً لله من المحتاجين الذين تم تسديد احتياجاتهم «لأن افتعال هذه الخدمة (مساعدة الفقراء) ليس يسد إعواز القديسين (الفقراء) فقط بل يزيد بشكر كثير لله» (2كو9: 12).
أمثلة كتابية توضح أهمية العطاء:
1. تم بناء خيمة الاجتماع وتجهيزها عن طريق سخاء العطاء الذي تميز به الشعب في القديم، فقد جاء الشعب بعطاياهم التي فاقت بكثير احتياجات العمل (خر36: 3-5).
2. اختبرت الكنيسة الأولى اختباراً رائعاً «إذ لم يكن فيهم أحد محتاجاً...» (أع4: 34)، فقد كان كل شخص في الكنيسة يأخذ ما يحتاجه (أع2: 45).
3. كان لكنائس مكدونية دوراً عظيماً في تسديد احتياجات فقراء المؤمنين في أورشليم ومع أن الكثيرين منهم كانوا فقراء، لكنهم أعطوا فوق الطاقة بفرح وسخاء (2كو8: 1-4)
خاتمة:
إن العطاء هو محك اختبار المحبة والإيمان والتكريس والأمانة، فلا يستطيع أحد أن يدعي الإيمان أو التكريس وهو لا يتمتع بالسخاء في العطاء.
قال الرب يسوع: «مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ»(أع 20 : 35).