• 01-1.jpg
  • 01-2.jpg
  • 01-3.jpg
  • 01-4.jpg
  • 01-5.jpg
  • 01-6.jpg
  • 01-7.jpg
  • 01-8.jpg
  • 01-9.jpg
  • 01-10.jpg
  • 01-11.jpg
  • 01-12.jpg
  • 01-13.jpg
  • 01-14.jpg
  • 01-15.jpg
  • 01-16.jpg
  • 01-17.jpg
  • 01-18.jpg
  • 01-19.jpg
  • 01-20.jpg
ولد القدّيس باسيليوس الكبير في قيصرية الكبادوك حوالي العام ٣٣٠ من عائلة مميزة بتقواها وسيرتها ومكانتها.
والده باسيليوس الأكبر كان فذاً في علمه، راقياً في روحه.
أمه أماليا كانت ورعة صالحة، جميلة بين النساء، وقد أنجب الزوجان 10 أولاد، خمسة ذكور وخمس إناث، خمسة من أولادهما صاروا قدّيسين.
وكان القدّيس معتل الصحة منذ طفوليته، وقد إهتمت بتربيته أخته الكبرى مكرينا.
فلما رقد أبوه ذهب إلى أثينا طلباً للعلم حيث أقام ٥ سنوات يدرس على كبار معلمي زمانه وقد برز جداً في العلوم.
حوالي السنة ٤٥١، ولما سافر القدّيس باسيليوس إلى أثينا لمتابعة دراسته حوَّلت أخته الكبرى مكرينا البيت العائلي في "أنيسي" ديراً منشِئة فيه رهبنة نسائية.
وإنضمت إليها والدتها أماليا، فيما إعتزل أخوه نكراتيوس في البنطس وسلك في الفضيلة.
فلما عاد باسيليوس إكتشف التغييرات التي حصلت في عائلته، فقد ترهَّب بعضٌ من أحبائه، وإذ لم يُبالِ أول الأمر، خشيت عليه أخته مكرينا وإتهمته بالإستكبار.
فأثَّر كلامُها فيه ولكن ليس إلى حد تغيير حياته، وفجأة رقد أخوه نكراتيوس الذي كان يصغره بسنة أو إثنتين، خرج ليصطاد سمكاً فأعيد ميتاً.
إذ ذاك بان لباسيليوس بطلان ما حصَّله في أثينا وما سار عليه، فجلس عند قدمَي أخته مكرينا يتعلم منها سرَّ التخلي وحياة الفضيلة، ثم إقتبل سر العماد.
وبعد جولة على الأديار البارزة، عاد إلى بلاده ونسكَ مقابل "أنيسي" حيث أنشأت أخته مكرينا ديرها.
وبعد وقت قصير إنضم إليه بعضُ طلاب الحياة الرهبانية وكذلك صديقه القدّيس غريغوريوس اللاهوتي.
في تلك الفترة لم يكن القدّيس يملك إلا رداء واحداً وثوباً واحداً وبساطاً يفرشه على الأرض، لا يأكل سوى الخبز والملح والأعشاب البرية.
هذا الإنسان الذي تربَّى في الغنى والبحبوحة كان في هذه العزلة ناحل الجسم، شاحب الوجه بسبب الصوم.
وقد ورد أن باسيليوس وصديقه غريغوريوس كانا يعملان بأيديهما ويحملان الحطب وينقلان الأثقال وأن آثارها بقيت على أيديهما طويلاً.
وقد إهتم القدّيس باسيليوس بالرهبنة المشتركة ووضع لها قواعد.
وفي سنة ٣٦٢ -٣٦٣ جعله أفسافيوس القيصري كاهناً، ولما توفي أفسافيوس سنة ٣٧٠ طُرح موضوع خلافته وحميت المعركة.
الآريوسيون كانوا أقوياء والفريق الأرثوذكسي مُشتتاً، أخيراً نجح باسيليوس وصار رئيس أساقفة.
سنة ٣٦٨، وكان باسيليوس ما زال كاهناً، حلّت بقيصرية الفواجع إذ ضربتها عواصف البرد ثم جاء الطوفان، ثم الهزات الأرضية، فالجفاف، ثم المجاعة.
كل سكان المدينة كانوا مرضى ولم يبق في المدينة شيئ يمكن أن يُباع أو يُشترى.
فإنبرى باسيليوس لعمل الرحمة، فباع ما يمكن بيعه من أملاكٍ تركها له والداه وإشترى بثمنها طعاماً للجائعين.
أنشأ مخزناً جمع فيه ما تيسر من أغذية وثياب وصار يوزعها بنفسه على البائسين والفقراء والمسنين.
كان يُطعم الجائعين بيديه ويغسل أقدامهم ويطوف على المرضى والمحتاجين.
كذلك رفع صوته في مواعظ ألهبت النفوس، وعلى الأثر فتح الكثيرون مخازنهم وبيوتهم، وإلى تلك الفترة تعود أهم مواعظه في شأن العناية بالفقراء.
سنة ٣٧١ أصدر الإمبراطور مرسوماً بتجزئة قيصرية إلى قسمَين، وكان هدفه إضعاف باسيليوس.
وهكذا فقدَ قدّيسنا العديد من أسقفياته بعد أن كانت قيصرية تعد ٥٠ أسقفاً.
عندها رفع باسيليوس عدداً من كنائس القرى إلى أسقفيات وجعل عليها بعضاً من المقربين إليه أمثال صديقه القدّيس غريغوريوس اللاهوتي وأخاه القدّيس غريغوريوس النيصصي.
وفي العام التالي عرض الأمبراطور والنس على القدّيس إما الإذعان للهرطقة الآريوسية أو التخلي عن الإدارة الكنسية، فرفض.
عندها عزم الإمبراطور على نفي القدّيس، ولكن ثلاث مرات حاول أن يوقّع أمر نفيه وثلاث مرات أنكسر قلمه.
في المرة الثّالثة جائه خبر أن ولده غلاتوس، البالغ ٦ سنوات، يحتضر، وقد أرسلت إليه زوجته تقول له:
"أتعلم لماذا يحتضر ولدنا؟ لأن إيمانك بالله غير مستقيم ولأنك تضطهد رجل الله!".
فأرسل والنس في طلب باسيليوس قائلاً:
"إذا كان إيمانك مرضياً لله فاشفِ ولدي بصلواتك!".
فأجاب القدّيس:
"إذا كنت تنضم إلى جماعة الرأي القويم يحيا ولدك".
فوافق الملك، فرفع باسيليوس يديه وصلى فمنَّ عليه الرب الإله بشفاء إبن الملك.
فسرَّ الملك كثيراً ولكن قلبه لم يكن نقياً، ولما جاء الآريوسيين ليعمّدوا الصبي، مات بين أيديهم.
وقد أنشأ القدّيس باسيليوس المدينة الباسيلية، وكانت مشروعاً ضخماً ضمّ مستشفى ومدارس ودوراً للأيتام وفنادق وكنائس، مع بيوت للأطباء والعاملين.
فكانت الباسيلية مدينة للفقراء والمرضى والمحتاجين.
هذا وقد ورد عند القديس أنه فقد أسنانه في سن ال٤٦، وكانت أوجاع جسده مضنية لدرجة أنه من سن ال٤٣ كان يعجز عن الإتيان بأية حركة من دون وجع.
على أنه كان يعمل بشكل شبه متواصل، يكتب ويُملي ويزور الكنائس ويقارع أعداء الإيمان ويدافع عن الأرثوذكسيّة.
وفي أحد الأيام سَمع القدّيس أفرام السوري، وهو في الصحراء، عن القدّيس باسيليوس، ورأى في إنخطافٍ عموداً من نار رأسُه في السماوات، وسمع صوتاً يقول له:
"أفرام! كما ترى هذا العمود الناري هكذا هو باسيليوس.
فقام القدّيس أفرام لتوه إلى قيصرية آخذاً معه مترجماً لأنه كان يجهل اليونانية.
فوصل في عيد الظهور الإلهي ودخل الكنيسة فعاين باسيليوس في أبهة عظيمة، فقال في نفسه:
أترى تعِبنا في المجيئ عبثاً؟
كيف يمكن لهذا المتجلبب بالمجد والكرامة أن يكون عموداً نارياً؟
في تلك الأثناء عرف باسيليوس بالروح بحضور أفرام فبعث إليه برئيس شمامسته يدعوه.
فلما وصل إليه قال له رئيس الأساقفة يدعوك، فأجاب أفرام عبر المترجم:
لا شك أنك تقصد أحداً آخر لأننا نحن غير معروفين عند رئيس الأساقفة وقد وصلنا لتونا.
فعاد رئيس الشمامسة إلى باسيليوس وكان حينذاك يعظ، فإذا بأفرام يرى ناراً تخرج من فم باسيليوس متكلماً.
ثم قال باسيليوس لرئيس شمامسته:
عد إلى الراهب وقل له:
يا سيدي أفرام، أتوسل إليك أن تأتي إلى الهيكل.
فعاد رئيس الشمامسة وقال له ذلك، فتعجب أفرام ومجَّد الله وسجد إلى الأرض قائلاً:
"حقاً إن باسيليوس هو عمود من نار".
وبعد القداس جلس الإثنان إلى المائدة ليأكلا فسأل أفرامُ باسيليوس مِنة قائلاً:
لقد علمتُ أيها الأب القدّيس أن الله يعطيك ما تطلب، لذا أسألك أن تصلي من أجلي ليهبني الله القدرة على التكلم باللسان اليوناني.
فأجابه باسيليوس قائلاً:
طلبك أكبر من طاقتي، ولكن لنصلي إلى الله عسى أن يعطيك مِنية قلبك.
فبعدما صليا طويلاً راكعَين، قال له باسيليوس:
مُرْ أيها الأب المكرَّم أن نقف على أقدامنا، وفي تلك اللحظة بالذات أخذ أفرام يفهم اليونانية وقال فيها:
"أعضد وخلص وإرحم وأقِمنا وإحفظنا يا الله بنعمتك".
فمجَّد الله كل الذين كانوا حاضرين.
وقد بقي أفرام عند باسيليوس ثلاثة أيام، ولم يغادره إلا بعدما سامه باسيليوس شماساً وصاحبه المترجم كاهناً.
وفي أوائل كانون الثّاني من العام ٣٧٩ رقد القدّيس باسيليوس الكبير عن عمر ناهز ال٤٩ أو ال٥٠، فشيَّعته كل المدينة وجرت برفاته عجائب جمة.
طروباريّة للقدّيس باسيليوس:
إلى كُلِّ الأَرضِ القابِلَةِ أقوالَك، أَيُّها الأبُ البَّارُّ ذَهَبَ صُوتُك، الذي بِهِ حَدَّدْتَ العَقائِدَ تَحديداً يَليقُ بالله، وأَعْلَنْتَ طبيعةَ الكائِنات، وثقَّفت أخلاق البشر، يا ذا الكهنوتِ الملوكي باسيليوس، فتشفع إلى المسيح الإله في خلاص نفوسنا.
قنداق للقدّيس باسيليوس:
إن سيّد الكل يحتمل الإهانة، فيختن زلاَّت البشر بما أنه صالحٌ، ويمنح اليوم الخلاصَ للعالم، فيبتهجُ في الأعالي رئيس كهنة الخالق، المتوشح بالضياء، مسارُّ المسيح الإلهي باسيليوس.
قنداق للقدّيس باسيليوس:
لقد ظهرتَ قاعدةً غير متزعزعة للكنيسة، موزعاً للبشر كافَّةً سلطاناً لا يُسلبَ، خاتماً إياهم بعقائدك، أيها البار المظهر الأشياء السماوية باسيليوس.شفاعته تكون معنا، آمين.