الطاعة فضيلة عند العذراء
"فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ" (لوقا 1: 38).
الطاعة فضيلة عند العذراء، نالت والدة الإله البشرى من السماء وأي بشرى إنها البشرى العظمى فقد انكشف السر الذي منذ الدهور وابن الله يصير ابن العذراء بما يخرق نواميس الطبيعة، نار اللاهوت ستحل في حشاها ولن تحترق.
هي من اصطفاها الله لتكون أم الكلمة المتجسد إلهًا وإنسانًا معًا، المولود فيها قدوس وابن العلي يدعى، حملت بعمانؤيل فصار الله معنا.
كل هذه اسباب تدعو للزهو والرفعة والكبرياء، وفوق هذا جابهتها أليصابات بتأكيد البشرى من اين لي هذا أن تأتي أم ربي إليَّ، أجابتها بكل بساطة: لأنَّه نظر إلى تواضع أمته .
تكبر الملاك فصار شيطانًا.
تكبر آخاب الملك فلحست الكلاب دمه ودم زوجته سيئة الذكر إيزابل.
تكبر هيرودوس فمات أشنع ميته.
لكن العذراء تواضعت مع كل هذه الأسباب التي ترفعها فوق مستوى الملائكة هوذا أنا أمة الرب
لقد أطاعت وحنت رأسها وبهذه الحركة البسيطة لا أدري إن علمت أنها قرنت فضيلة الطاعة بالتواضع .
وهذا ما يميز طاعة العذراء عمن أطاعوا الرب في العهدين القديم والجديد، لم يكن جمال والدة الإله جمالًا جسديًا فقد صورها المصورون الغربيون آية في الجمال لكن جمالها كان في خصالها وصفاتها جمالها وهي تحني رأسها طاعة للرب فقدها زكريا الكاهن فأخرس الرب لسانه .
يا ليتنا في أيام صوم العذراء أو ما تبقى منه من أيام نتأمل طاعة العذراء وتواضعها .
يا ويلنا فكرسي المنصب العالمي يغيرنا جوهريًا وشكليًا .
حتى الكهنة منا حين يستلمون مسؤولية معينة أو مكانًا مميزًا نُصاب بالزهو والكبرياء على بعضنا، والذي يترفع أرشمندريتًا أو مطرانًا يزداد معيار الكبرياء مضاعفًا.
ليتنا ننظر نحو تواضع أم الكلمة الذي منذ الدهور ونتعلم بساطتها وطاعتها وتواضعها .
ليتنا نتأمل في هذا الجانب الرائع من حياة والدة الإله فنترك للرب أن يرفعنا نحو مراتب القداسة وهو يدعونا اليها: كونوا قديسين لأني أنا قدوس .
يا والدة الإله:
في عيد رقادك وانتقالك علمينا كيف نكون متواضعين فلا متواضع إلَّا تغمر المحبَّة قلبهُ.
ويا شعب الرب لنتأمل حياة والدة الإله التي لو شائت لكان الإنجيل مجلدًا ضخمًا يعدد جوانب تواضعك وطاعتك .
ليرحمنا الرب ويجدد بهذا الصوم المقدس عهد النعمة لنا معه لنأخذ الرفعة بالتواضع والطاعة بشفاعة والدة الإله. آمين
