لا أستطيع الحصول على أي شبع
لو كنَّا صادقين، لوجدنا أنَّ الكثير منا يُردِّد الأغنية القديمة التي تقول:
"لا أستطيع الحصول على أي شبع. أنا أحاول وأنا أُجرِّب، وأنا أحاول وأنا أُجرِّب، ولا أستطيع الحصول على أي شبع!".
من أين يأتي الجوع والفراغ؟ الكتاب المقدَّس ينسبه للطريقة التي صنعنا بها الله وخلقنا. يقول سفر الجامعة: «جعل الأبديَّة في قلبهم» (جا3: 11).
كل إنسان، لديه الأبديَّة في قلبه، ولا يوجد شيء تحت السماء يمكن أن يملأ فراغاً بحجم الأبديَّة.
لقد صنعنا الله عمداً بتلك الطريقة التي تجعلنا لا نشبع بأي شيء أقل حجماً من الأبديَّة. ولا يوجد شيءٌ بحجم الأبديَّة إلا ربَّنا يسوع المسيح نفسه.
"أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ. مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فَلاَ يَجُوعُ، وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فَلاَ يَعْطَشُ أَبَداً." (يو35:6)
كل واحد منَّا لديه شهيَّة لا يقدر سوى الله وحده أن يُشبعها، كل واحد منَّا في داخله فراغ لا يقدر سوى الله وحده أن يملأه. لقد قصد الله أن يجعل الأبديَّة في قلوبنا. إنَّها جزء من صورة الله فينا. لقد جعلها في داخلنا حتى تقودنا إليه لنجد فيه الهدف والكمال في الحياة.
كتب C.S. Lewis:
الله صنعنا: اخترعنا كما يخترع الإنسان مُحرِّكاً لسيارة تعمل بالبنـزين، ولا تعمل بصورة سليمة إلاَّ بالبنـزين. كذلك صمَّم الله الماكينة البشرية لتعمل به، هو نفسه الوقود الذي صُمِّمَت أرواحنا لتعمل به، والغذاء الذي صُمِّمَت أرواحنا لتتغذَّى به. لا يوجد سواه!
ولهذا السبب لا فائدة من أن نطلب من الله أن يجعلنا سعداء بالطريقة التي نراها دون أن نعطي اهتماماً لحياتنا الروحية. الله لا يقدر أن يمنحنا السلام والسَّعادة بعيداً عنه، لأنَّها في حقيقة الأمر ليست هناك. لا يوجد شيء من هذا القبيل.
السَّعادة لا نجدها سوى في الله،
نحن هنا نحيا لنُحِب، ونخدم، ونُمجِّد، ونتمتَّع بالله ونطيعه، وبالتالي نجد فيه الكمال (الشبع) الذي خلقنا لأجله..!!
