مَارَانْ أَثَا...
هي عبارة قديمة جداً استعملها المسيحيون الأوائل، وكانت متداولة مثل كلمة "آمين".
تأتي هذه العبارة في الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس:
"إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُحِبُّ الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ فَلْيَكُنْ أَنَاثِيمَا! مَارَانْ أَثَا".
(اكو ٢٢:١٦).
كما هي موجودة في تعاليم الرسل الاثني عشر "الذيذاخي:
"فلتأتي النعمة وليُطوى هذا العالم، أوصانا رب داود، من كان قدّيساً فليقبل ومن لم يكن فليتب "ماران أثا" أمين.
(ذيذاخي ٦:١٠).
الذيذاخي كتيّب صغير أُلّف بين عامَي ١٠٠ و١٥٠م، كاتبه غير معروف.
يبدو من أسلوبـه ومضمونـه أن مؤلّفه سوري ينتمي الى جماعـة مسيحيّـة من أصل يهودي.
يُبرز هذا الكتيّب صورة عن الحياة المسيحيـّة في بدايـة القرن الثاني.
عٌرف باسم تعاليم الرسل لصدقيّة شهادته.
عبارة "مَارَانْ أَثَا" أراميّة من كلمتين حملت عدّة تفسيرات، ولكن كل التفسيرات تصب في الخانة ذاتها بحيث:
"ماران" أو "مارانا" تعني "يا رب" أو "يا ربّنا".
و"أَثَا" مشتقة من الفعل "يأتي".
الرّب أتى أو ربّنا أتى. maran 'athâ أو maranâ 'athâ.
الرّب آتٍ أو ربّنا آتٍ، أو يا رب تعال O Lord, come! maran thâ هذه أكثر تداولاً.
أو maranâ 'athâ "يا ربّنا تعال".
وتأتي كصلاة لمجيء الرّبّ الثاني.
في العهد القديم يتكلّم النبي دانيال عن مجيء ابن الإنسان ليدين كلّ إنسان.
(دانيال ٧: ١٣-١٤).
ليترابط مع الآية في سفر الرؤيا:
"تَعَالَ أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوع".
(رؤيا ٢٠:٢٢).
وهذا ما نتلوه في دستور الإيمان:
"أيضاً يأتي بمجد ليدين الأحياء والأموات الذي لا فناء لملكه".
حقاً أتى الرب إلينا ليرفعنا إليه، وسيأتي ثانية في اليوم الأخير، وهو معنا في كلّ الأوقات والأزمان.
الأب أثناسيوس
