الراهب شهيد حي ، ولكن بدون مجد العالم الزائل.
شهيد لم تمزقه أنياب السباع، لكن شهيد عشق إلهي صوفي عميق.
شهيد صلاة يُريدها فعالة تسُتجاب .
شهيد العزلة والسهر والدموع في مناجاة حب روحاني جارف لا يمكن إيقافه.
شهيد الساعة الأخيرة من العمر.
ومن أجل الرب يموت كل يوم.
الراهب هو صورة المسيح المتألم في هذا العالم.
ولا يري نفسه إلا معلقاً علي الصليب، إلي أن يرتاح جسده الترابي في الأرض.
فهو يختبركل يوم لحظات الجمعة العظيمة، وبإستمرار يترقب يوم أحد القيامة برجاء.
الراهب هو ذاك المستعد المتأهب لإعتقال كل فكر من أجل المسيح، والملتهب الدائم بحرارة الروح القدس.
والرائي في ليل لا يملك أحد فيه رؤية.
الراهب آت من سفر بعيد ، محفوف بالمخاطر والآلام .
أت ليستريح مع الرب وفي الرب جميع أيام حياته.
في هذا الطريق الصعب ، يسير الرب بالراهب باسطاً جناحيه عليه، ليدخل الباب ويختفي تحت ظل القدير.
❈ من كتاب جوهر الحياة الرهبانية ❈
