سأل أخٌ شيخاً قائلاً: «ماذا أعمل يا أبي؟ فإني لا أمارسُ أمراً من أمور الرهبنةِ،
وهمِّي كلُّه هو في أن آكلَ وأشربَ وأرقدَ، وأنا في ذكرياتٍ سمجةٍ وسجسٍ كثير، أخرجُ من هذا الفعلِ إلى ذاك، ومن هذا الفكرِ إلى غيرهِ». فقال له الشيخُ: «اجلس في قلايتك واعمل بقدرِ استطاعتك بلا سجس، فإنه يُرضيني هذا القدر اليسير الذي تعمله الآن، مثل تلك الأمور الكبار التي كان أنطونيوس يعملها في البريةِ، ولي إيمانٌ أن كلَّ راهبٍ يجلس في قلايتهِ من أجلِ الله، مفتشاً أفكارَه، تاركاً التفتيش عن عيوبِ الآخرين، فإن ذلك يؤهله لأن يكون موضع أنبا أنطونيوس».