أنه مضى إلى شيخٍ تبايسي كان مقيماً في البريةِ فتتلمذ له، وحدث أن معلِّمَه دفع إليه غُصناً يابساً وأمره أن يغرسَه ويسقيه
كلَّ يومٍ بجرةِ ماء، وكان الماءُ بعيداً عنهما، فكان يمضي في العشيةِ ويجيءُ في الغدِ. وبعد ثلاث سنين اخضرَّ الغصنُ وأعطى ثمرةً. فجاء بها إلى الشيخِ، فأخذها الشيخُ وجاء بها إلى الكنيسةِ وقال للإخوةِ: «خذوا كلوا من ثمرةِ الطاعةِ».
يوحنا القصير
وحدث مرَّة أن قال لأخيه الأكبر:
«إني أودُّ أن أكونَ بغيرِ همٍّ مثل الملائكة، لأنه لا اهتمام لهم ولا شيئاً يعملونه سوى أنهم يتعبدون للهِ دائماً».
وإنه نزع ثوبَه وخرج عارياً إلى البريةِ. فأقام أسبوعاً ثم عاد إلى أخيه، فلما قرع البابَ عرفه أخوه، فَقبْلَ أن يفتحَ له البابَ قال له: «من أنت»؟
فقال:« أنا يوحنا أخوك».
فجاوبه: «إن يوحنا أخي قد صار ملاكاً وليس هو من الناسِ الآن». فردَّ عليه قائلاً: «أنا هو أخوك».
فلم يفتح له البابَ وتركه إلى الغدِ، حيث فتح له وقال: «اعلم الآن أنك إنسانٌ محتاجٌ إلى عملٍ وغذاءٍ لجسدِك»، فصنع له مطانية واستغفر منه🙏