س7:- كيف يتجسد الله وهل التجسد يتعارض مع قداسة الله ؟
يتعلل منكرو عقيدة التجسد الإلهي بأن التجسد يتعارض مع قداسة الله ، اذ كيف لله ان يتحد بجسد غير طاهر...
يجيب البابا اثناسيوس الرسولي ايضاً علي هذا السؤال فيقول :-
" لانه ان كانت الشمس التى خلقها هو ، والتى نراها ، وهى تدور فى السماء ، لا تُدنس عندما تلمس اشعتها الاجسام الارضية ولا تفقد نورها بسبب ظلمة هذه الاجسام.. لكنها بالعكس تنيرها وتطهرها ايضاً. فبالأولي جداً كلمة الله كلي القداسة خالق الشمس وربها لا يتنجس بمجيئه في الجسد بل بالعكس ، فلكونه عديم الفساد فقد أحيا الجسد المائت
فهو الذي كُتب عنه :- «الَّذِي لَمْ يَفْعَلْ خَطِيَّةً، وَلاَ وُجِدَ فِي فَمِهِ مَكْرٌ» ( 1 بط 2 : 22 )...
+ واجاب ايضاً علي هذا السؤال نيافة الانبا موسى اسقف الشباب ويقول :-
" الله القدوس لا يضيره ان يتخذ جسداً فهو قادر بلاهوته القدوس ان يطهر مادة الجسد ، ويجعلها
بلا خطية دون ان يتلوث منه ونحن نؤمن ان السيد المسيح " شابهنا فى كل شئ ما خلا الخطية وحدها "
ولاهوته اتحد بناسوته بلا خطية ... اذ ان الروح القدس طهر وقدس المادة التى اتخذها الرب فى تكوين ناسوته في بطن العذراء...
س8:- كيف يتجسد الله وهل التجسد يتعارض مع حكمة الله ؟
التجسد لا يتعارض مع حكمة الله ، فالله الحكيم رسم التجسد طريقاً لفداء الانسان ، لان سقوط الانسان كان يعني انتصار الشيطان وموته ، وموته كان يتعارض مع محبة الله كذلك كانت مسامحة الانسان تتعارض مع عدل الله ، وتبقى الانسان فى حالة فساد ، لذلك راي الله ان يتجسد لفداء الانسان لانه حينما اتحد اللاهوت بالناسوت اصبح هو الفادي النموذجي ، الذى يستطيع بناسوته ان يمثل البشرية ، ويموت نيابة عنها ، وبلاهوته هو غير المحدود القادر على ايفاء العقوبة غير المحدودة ، كما انه بلا خطية ليستطيع ان يفدي ولا يكون هو نفسه بحاجة الى من يفديه ، كذلك فالفادي بلاهوته هو الخالق القادر على اعادة صنع الانسان ثانية وتطهيره من فساد الخطية ، واعادته الى الصورة الاصلية هي اذن حكمة عالية ان يتجسد ليفدينا ، ومحبة كاملة ان يغفر لنا ويطهرنا ، وعدل كامل ان يموت على الصليب عوضاً عنا..
س9:- هل التجسد يتعارض مع كرامة الله ؟
التجسد لا يتعارض مع كرامة الله ، اتحاد اللاهوت بالناسوت شئ لا ينقص من كرامة الله ، فالانسان هو صنعة يدي الله وفيه صورة الخالق ، والمعجزات المذهلة في خليقته ، فماذا يضير الله يتحد بالناسوت .. تمهيداً لان يتحد بنا ويسكن فينا ويعطينا ان نسكن فى عرشه ...
ان الكرامة الحقيقية لا تكمن فى التعالى والتجبر ، ولكنها تكمن في التنازل وعطاء الحب ..
+ " لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ. " ( يو 15 : 13 )..
+ "فَلْيَكُنْ فِيكُمْ هذَا الْفِكْرُ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ أَيْضًا: الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً ِللهِ. لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ. لِذلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ." ( في 2 :5 ــ 11 )
وهكذا عرفنا الله المتجسد الذى نزل الينا من علياء سمائه فى شكل انسان…..