س4:- كيف قدم السيد المسيح بتجسده المعرفة والمثال ؟
قال السيد المسيح :- " تَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ." ( مت 11 : 28 )
وقال لتلاميذه " أَنْتُمْ تَدْعُونَنِي مُعَلِّمًا وَسَيِّدًا، وَحَسَنًا تَقُولُونَ، لأَنِّي أَنَا كَذلِكَ. " ( يو13 : 13 )...
فالسيد المسيح هو المعلم الصالح الذي علم الإنسان الفضيلة والتقوي والطريق الصالح...
س5:- كيف يستطيع الله غير المحدود أن يسكن في الانسان المحدود ؟
حقيقة ان الله غير محدود ، لكنه يمكنه ان يحل فى كل البشر ويظل هو الله غير المحدود ، فمثلاً الهواء يغلف الكرة الأرضية كلها ها الهواء نفسه موجود في رئات البشر وعن طريقه يتنفسون سواء في اليقظة او النوم... ولكن وجود الهواء في رئات البشر لا يمنع ان يكون هو مالئاً لكل الغلاف الجوي للارض...
وكمثال ثان نقول اذا وضعت اوانى كثيرة فارغة فى مياه بحر او محيط فإنها جميعها تمتلئ بالماء لكن ذلك لا يمنع ان يظل الماء مالئاً للبحر او المحيط ، ومحيطاً بتلك الاواني ...
هكذا يمكن الله ان يسكن فينا ، وفي نفس الوقت يكون مالئاً لكل مكان لانه غير محدود....
س6:- هل التجسد يغير الله ، لأنه قبل التجسد لم يكن له جسد ، وبعد التجسد صار له جسد ؟
+ في عقيدتنا كان الاتحاد بين الاهوت والناسوت بدون اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير ، فنحن لا نعتبر ان اللاهوت قد تغير بسبب اتحاده بالناسوت ولكن هناك قدرات كائنة فى الله منذ الازل ولكنها تتحقق في الوقت المناسب ، وهذا لا يعني قد تغير...
+ كذلك ( موضوع الخلق ) فالله كان كائناً منذ الازل وقبل كل الدهور بدون الخليقة ، ثم في بداية الامر خلق الملائكة والكائنات المتنوعة. فهل هذا يعني ان الله قد تغير بمعني انه لم يكن خالقاً منذ الازل قبل الخليقة ثم في بداية الزمن بدأ يخلق ، وبهذا قد تغير ؟
للرد علي هذا نقول : ان صفة القدرة على الخلق موجودة اصلاً فى طبيعة الله لم يستجد عليه صفة تخص الوهيته ، بل هو قادر ان يخلق وقتما اراد فالتغيير في الطبيعة شئ وظهور امكانيات الطبيعة فى الوقت المناسب مع عدم التغير فيها شئ آخر ، فالتغير حدث فى الخليقة لانها لم تكن موجودة ثم دخلت حيز الوجود...
فالتجسد ليس هو اضافة جديدة الى طبيعة الله ، لان طبيعة الله لم تضف اليها المحبة التى اعلنها على الصليب ولا اضيف اليها القدرة ان يظهر فى الجسد. لكنها قدرات كائنة فيه وتظهر فى الوقت المناسب ولكي يؤكد كلمة الله انه لم يتغير ولم يفقد شيئاً من قدراته الإلهية بسبب التجسد ، تعمد ان تظهر قدراته على الطبيعة وهو يعاني سكرات الموت علي الصليب. ولهذا اختفت الشمس واظلمت لان السيد المسيح شمس البر كان فاتحاً ذراعيه على الصليب حسب نبوة ملاخي النبى :-
" وَلَكُمْ أَيُّهَا الْمُتَّقُونَ اسْمِي تُشْرِقُ شَمْسُ الْبِرِّ وَالشِّفَاءُ فِي أَجْنِحَتِهَا " ( ملا 4 : 2 )..
وكذلك الارض ماجت مرتعدة والصخور تشققت ( مت 27 : 51 )...
حتي ان قائد المئة الذي نفذ حكم الصلب لما راي ما كان قال :«حَقًّا كَانَ هذَا ابْنَ اللهِ!».( مت 27 : 54 )
وبهذا تأكد لنا ان طبيعة الكلمة ( اللوغوس ) الإلهية لم تفقد شيئاً من قدرتها ، حتى لو فى اقصى مراحل الألم والضعف مقترباً من الموت وحتى عندما اسلم الروح فى يدى الآب ، فإن تجسد الله لا يحد من وجوده ، ولا يتعارض مع قداسته ولا يتعارض مع حكمته ولا يتعارض مع كرامته ، كما ان الله يمكنه ان يتجسد ، وهذا التجسد لم يغير الله ولم يغير من طبيعته…