س1:- كيف يتجسد الله والجسد يحد من وجوده في كل مكان ؟

التجسد  لا يحد من وجود الله في كل مكان كما يدعي منكرو التجسد ، فقد قال ربنا يسوع نفسه " لأنه حيثما اجتمع اثنان او ثلاثة بإسمي فهناك أكون في وسطهم " ( مت 18 : 20 )
ويجيب البابا اثناسيوس الرسولي فى هذا الامر  :- " لانه لم يكن محصوراً فى الجسد كما قد يتوهم البعض او انه بسبب وجوده فى الجسد كان كل مكان آخر خالياً منه او انه بينما كان يحرك الجسد كان العالم محروماً من افعال قدراته وعنايته غير ان الامر العجيب والمدهش جداً هو انه مع كونه هو الكلمة الذى لا يحويه فى ذاته هو نفسه يحوي كل الاشياء بينما هو موجود فى كل الخليقة فهو حاضر فى كل الاشياء بقدرته فقط ( وليس بجوهره ) ضابط كل الاشياء ومظهراً سيادته على كل الاشياء ولا يحتويه شئ إلا انه كائن كلية فى ابيه وحده وهكذا حتى مع وجوده فى جسد بشري معطياً الحياة له فقد كان من الطبيعي ان يمنح حياة للكون كله في نفس الوقت ومع كونه حاضراًفي كل جزء من الخليقة بقدرته فهو خارج كل شئ بجوهره. وبينما صار معروفاً بأعماله التى عملها فى الجسد بأنه فى نفس الوقت ظاهراً ايضاً بواسطة اعماله في الكون كله....

س2:- كيف أستطاع البشر ان يروا الله الذي لا يري ؟

الله قال لموسي " لا تقدر ان تري وجهي  ، لان الانسان لا يراني ويعيش " ( خر 33 : 20 )
وايضاً " الذي لم يره احد من الناس و يقدر ان يراه " ( 1 تي 6 : 16 ).
ولكن هذا الكلام ينطبق علي اللاهوت مجردًا . وهذا امر مستحيل فعلاً ولا يستطيع الانسان ولا يحتمل رؤية اللاهوت لذلك حين أراد الله ان ينزل الي البشر لإتمام الفداء ويصبح عمانوئيل( الله معنا ) كان لابد ان يتخذ جسدًا يخفي به اللاهوت فتجسد من الروح القدس ومن العذراء مريم ، ولان ابن الله مساو للآب في الجوهر فإن من رآه فقد راي الآب ( يو 14 : 9 )...
ثم لماذا يحتجب الله عن البشر ويحدثهم من خلال الانبياء فقط .. لقد كان اختيار الله للوحي للتعريف عنه سواء بواسطة الانبياء او الكتب المقدسة ، انما هو بمثابة تمهيد للاعلان الاكبر والاكمل عندما يحل بيننا ، ويصر كواحد من البشر ويصبح عمانوئيل الذى تفسيره الله معنا...

س3:- كيف تجددت خلقة الإنسان بالتجسد ؟

قال السيد المسيح :- " أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ. " ( يو 10 : 10 )
فالصورة التى خلق عليها الانسان فسدت بالسقوط وكان لابد من اصلاحها وتجديدها ولا يمكن ان يقوم بهذا إلا الله وحده...
وفي هذا يقول القديس اثناسيوس الرسولي :- " لم يكن ممكناً ان يحول الفاسد الى عدم الفساد إلا المخلص نفسه الذي خلق منذ البدء كل شئ من العدم ، ولم يكن ممكناً ان يعيد خلق البشر ليكونوا علي صورة الله إلا الذي هو صورة الآب ، ولم يكن ممكناً ان يجعل الانسان المائت غير المائت إلا ربنا يسوع المسيح " ولذلك نصلى في القداس الغريغوري ونقول :-
" باركت طبيعتي فيك " ، فالطبيعة البشرية بتجسد السيد المسيح لم تعد طبيعة فاسدة .. بارك هذه الطبيعة لتعود كما كانت صورة الله ومثاله...