كان الناموس هو الطريق لله قديمًا، فهل السيد المسيح الآن هو الطريق الوحيد لله الآب؟

ج: في العهد القديم كان الطريق لله هو الناموس والوصايا والفرائض، وكان دور الأنبياء إرشاد الشعب لطريق الله، والإنسان الذي يسلك في فرائض الله ووصاياه كان يسلك في الطريق نحو الله. أما في العهد الجديد فنجد السيد المسيح الإله المتأنس يعلن لنا عن ذاته أنه

هو الطريق إلى الآب، فيستحيل على الإنسان أن يصل إلى الله الآب إلاَّ عن طريقه هو، فهو الطريق المستقيم لله الآب.. هو الصراط المستقيم للحياة الأبديَّة.

 

إذًا السيد المسيح ليس هو مرشدًا للطريق مثل أنبياء العهد القديم، ولا هو علامة على الطريق ولكنه هو نفسه الطريق، فالذي يمسك به يصل إلى الآب السمائي، لأنه هو والآب واحد في الجوهر الإلهي، وعندما قال توما للسيد المسيح "كيف نقدر أن نعرف الطريق. قال له يسوع أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلاَّ بي" (يو 14: 5، 6).. لماذا؟ .. لأن السيد المسيح هو الوحيد الذي يستطيع أن يخبرنا ويعرفنا الآب، لأنه هو منه، ولا أحد يعرف الآب إلاَّ هو، ولا أحد يعرف السيد المسيح إلاَّ الآب، والسيد المسيح هو الذي قدم ذاته ذبيحة حيَّة مقبولة لدى الله الآب عن حياة العالم كله، وبدون هذه الذبيحة يستحيل العبور للآب، فالطريق لله الآب قد كرَّسه السيد المسيح بدمه الكريم " فإذ لنا أيها الأخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع. طريقًا كرَّسه لنا حديثًا حيًّا بالحجاب أي جسده" (عب 10: 19)، والسيد المسيح هو الوحيد الذي أتحد بطبيعتنا البشرية وصعد بها إلى المقادِس وتراءى بها أمام الله الآب.. لأجل كل هذا لن نجد شخصًا آخر غير السيد المسيح يعبر بنا إلى الآب.

 

في القديم صرخ داود قائلًا "عرّفني الطريق الذي أسلك فيها لأني رفعت نفسي" (مز 143: 8) فقال له الرب " أعلّمك وأرشدك الطريق التي تسلكها. أنصحك عيني عليك" (مز 31: 8) أما في العهد الجديد فقد التقينا من السيد المسيح الطريق الحي الذي يقودنا لله الآب، ولا ننسى إن المسيحية قد دُعيت أولًا بالطريق " ولما كان قوم يتقسون ولا يقنعون شاتمين الطريق

أمام الجمهور.." (أع 19: 9).. إذًا السيد المسيح هو الطريق، وليس مثل أي طريق ولا مثل أي نظام عالمي لكنه هو الطريق الحي الذي يقودنا للحياة الأبديَّة.

 

كتاب أسئلة حول ألوهية المسيح - أ. حلمي القمص يعقوب