" طوبى للذين آمنوا ولم يروا "
نحن اليوم مدينون لتوما الشكاك على الآيات الذهبية الرائعة التي حصلنا عليها من الرب رداً لمواقفه الشكاكة
هذا الرسول الذي يدعوه البعض بالشكاك، لكن لشكِّهِ فوائد وكما قال عنه القديس أغسطينوس : ( أنه شك لكي لا نشك نحن) .
هكذا نستطيع أستخدام أسلوب الشك لطرح الأسئلة ومن ثم الحصول الى المزيد من المعلومات فنتقدم نحو الأفضل ومن ثم القناعة.
كما أستخدم توما أسلوب الصراحة أيضاً ، فمثلاً : قال الرب للرسل عندما أراد الذهاب لأقامة لعازر , لنذهب الى أورشليم فقال توما: لنذهب نحن أيضاً لكي نموت معه
الصراحة واضحة لكنه أمتاز بالشجاعة وعدم التردد أو الخوف
كان صريحاً مع الرب أيضاً عندما أراد أن يعرف المزيد بوضوح فقال يا سيد لسنا نعلم الى أين تذهب فكيف نقدر أن نعرف الطريق؟ فأجابه الرب:
( أنا هو الطريق والحق والحياة) .
نحن اليوم مدينون لتوما على الآيات الذهبية الرائعة التي حصلنا عليها من الرب رداً لمواقفه .
أما عن أصراره بعدم الأيمان بالقيامة فقال : ( أن لم أبصر في يديه أثر المسامير وأضع أصبعي في أثر المسامير وأضع يدي في جنبه لا أؤمن) .
نجد في رده الشك والثبات من أجل تثبيت حقيقة القيامة له وللأجيال.
لكن الرب هو الذي لمس قلب توما بمحبته الغير متناهية له فرفعه الى درجة الأيمان فتنازل توما عن شروطه وآمن معترفاً بقوله : ( ربي وألهي)
في الختام نقول بأن توما الرسول كان بقدر ضخم من الأيمان والصراحة والشك , وكان وفياً للرب وشكوكه أمينة وصادقة
والرب لا يرفض مثل هذه الشكوك الموجهة لغرض الأيمان والتصديق , حيث الأفصاح عن الشك أفضل من الكتمان والرب يريد كل شىء أن يكون مكشوفاً.
صلوات القديس توما وشفاعته تكون معنا جميعاً.