نحن لا نعبد مخلوقاً، حاشا، بل نحن نعبد رب الخليقة المتجسد، كلمة الله.
فمع أن الجسد في حد ذاته هو جزء من الخليقة إلا أنه قد صار جسداً لله الكلمة.
والجسد لم يجلب عاراً على الكلمة، حاشا، بل على العكس، الجسد هو الذي تمجد بواسطة الكلمة.
فالإبن الذي كان على صورة الله لم يفقد شيئاً من لاهوته لما أخذ شكل العبد، بل على العكس فقد صار بذلك مخلِّصاً لكل جسد، بل وللخليقة كلها.
وإن كان الله قد أرسل ابنه مولوداً من امرأة فهذا الأمر لا يكون لنا سبب خجل، بل على العكس هو سبب فخرٍ لنا مع نعمة فائقة، لأنه قد صار إنساناً لكي يؤلِّهنا في ذاته وصار من نسل المرأة وولد من عذراء لكي يحول لنفسه جنسنا الضال ولكي نصير فيما بعد "جنساً مقدساً، بل وشركاء الطبيعة الإلهية كما كتب القديس بطرس (2بط4:1).
القديس اثناسيوس الكبير