نص السؤال كما ورد: ازاي يكون الانسان مقتنع بالعقيده الارثوزكسيه عقليا وغير مصدقها احساسه ولا يقدر ان يمارسها لان قلبه لا يصدقها
الإجابة:
تساؤلاتك كلها تساؤلات مشروعة ومهمة جدًا(*).. وينبغي الرد عليها داخلك، حتى تمارس الطقوس والعقائد بإيمان قلبي حقيقي..
هناك أكثر من نقطة بخصوص هذا الأمر..
أولًا.. التاريخ!
ينبغي أن تنظر إلى المسيحية تاريخيًا.. وتاريخ الطوائف.. وغيرها.. فمعرفة تاريخ كل طائفة مفيد جدًا في تعلم ما هو الجديد الذي لم يكن موجودًا.. والذي يكون في الأغلب يكون غير سليم.. وتاريخيًا الأرثوذكسية هي أول طائفة في العالم.. وكلمة Orthodox تعني "التقليديين" أي الأشخاص الذين يتمسكون بالتقليد الذي تسلموه من آبائهم..
وبعد انقسام الكنائس ظهرت الكاثوليكية، ومعها بدع خاصة بها لم تكن موجودة في المسيحية من قبل، وليس لها أصول كتابية.. مثل صكوك الغفران -عصمة البابا الكاثوليكي- الحروب الصليبية (حروب الفرنجة) - المطهر - عدم جواز الطلاق لعلة الزنا ضد وصية المسيح - تدخل الدين بالسياسة، إلى أن أصبحت السياسة جزءًا من الدين.. إلخ.. .
ثم بعد ذلك أتت طوائف جديدة ببدع جديدة.. إلخ. أشهرها كانت جماعة البروتستانت، وكانت بدايتها بنية سليمة للتخلص من أخطاء الكاثوليك، ولكنهم لم يعودوا للآباء، بل ابتدعوا أطنانًا من الأخطاء ضد الكتاب المقدس والعقائد المسيحية.. إلى أن خرج من عباءة البروتستانتية آلاف الطوائف الجديدة.. والآن كل شخص في أمريكا مثلًا يستطيع أن يُنشىء طائفة جديدة حسبما يراه فِكره.. وتعترف بها الحكومة الأمريكية!! وقد أتى البروتستانت على الرديء والجيد في العقيدة الكاثوليكية.. لدرجة مسحهم لأجزاء من الكتاب المقدس.. ناسين وصية الرب "إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْذِفُ مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ هذِهِ النُّبُوَّةِ، يَحْذِفُ اللهُ نَصِيبَهُ مِنْ سِفْرِ الْحَيَاةِ، وَمِنَ الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، وَمِنَ الْمَكْتُوبِ فِي هذَا الْكِتَابِ" (سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 22: 19). بالإضافة لنبذ أسرار الكنيسة السبعة، وأخطاء ضد طبيعة السيد المسيح، وضد الروح القدس.. مع مئات الخلافات الأخرى في الطقوس - الرهبنة - الكهنوت - التقليد - عدم إكرام القديسين - الكنائس - الصلوات - الحكم الألفي - الصليب.. إلخ. ستجد هنا في موقع الأنبا تكلا كتاب اللاهوت المقارن للبابا شنوده، وهو يرد على كل هذا من الكتاب المقدس بالتفصيل.
ولك أن تكمل القائمة بالطوائف الأخرى..
ثانيًا: الدراسة والفهم:
تستطيع أن ترد على كل أفكار الشكوك، أو حتى تتأكد منها عن طريق الدراسة والقراءة والمعرفة والبحث.. فتجاهل تلك الأفكار غير سليم..
تقول أنك مقتنع نظريًا، ولكن ليس بالإحساس.. فما أدراك عزيزي السائل أنها ليست حرب تشكيك من الشيطان؟!
فالبحث والدراسة سيفيدك في الرد على هذه الأفكار، والتأكد مما أنت فيه..
كل هذا يعطيك ثقة بما تؤمن به.. ومعرفة للمصادر التي ينبغي أن تبحث فيها.. والأصول الكتابية والآبائية للإيمان الأرثوذكسي القويم.. ومعرفة ما هي البدع الحديثة التي ليس لها أصول مسيحية، سوى مع بداية الطوائف.. إلخ.
_____مثلث الرحمات فداسة البابا شنودة الثالث