يقول القديس بولس الرسول ” من اجل ذلك كأنما بانسان واحد دخلت الخطية الى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت الى جميع الناس اذ اخطأ الجميع ” ( رو 5 : 12 ) هذه الايه تقرر مبدأ انتشار الخطية من الانسان الاول الى كل الناس كما تقرر اجتياز الموت الى جميع الناس … لقد كان ادم فى الجنة لا يمثل
نفسه فقط بل يمثل البشرية كلها ولهذا حين اخطأ شمل الحكم جميع البشر المولودين منه فصاروا مستوجبين حكم الموت فهم ولدوا منه وهو فى حالة الخطية وبعد ان صدر عليه الحكم بالموت اذن فالحكم الذى صدر على ادم شمل الجنس البشري كله دون استثناء كما يصدر الحكم على رجل بمصادرة امواله فيصير اولاده جميعا تحت الحكم بعينه
لقد اخطا ادم فطرده الله من الجنة وسرى الحكم الى جميع ذريته فلم يتمكن واحد من كل نسله عبر التتاريخ البشري كله الدخول الى الفردوس او الاقتراب منه ( الا بعد الفداء ) وظل كل الجنس البشري مطرودا من الجنة يشقى فى الارض التى صارت تنبت له شوكا وحسكا مثلهم فى ذلك مثل الاولاد الذين يولدون من اب فقير فيعانون بسببه من الفقر
لقد قبل ادم غواية الحية واستعبد نفسه للشيطان ولم يملك الشيطان على ادم وحده لكنه ملك ايضا على ذريته لأن من ملك عبدا ملك اولاده ايضا وكذلك ملك الموت على ادم وجميع نسله من بعده لهذا يقول القديس بولس الرسول ” لانه ان كان بخطية واحد مات الكثيرون “ رو 5 : 15
قانون الوراثة يوضح انه لا يمكن لكائن ان يلد كائن اخر مختلف عنه فالارنب مثلا لا يمكن ان يلد حمل والشوك لا يمكن ان ينتج عنب وبما ان ادم الذى ولد منه البشر جميعا كان محكوم عليه بالموت اذن فنسله ايضا الخارج من صلبه يكون محكوم عليه بالموت
لم يظلم الله البشر فى هذا الحكم لانه كما شمل الحكم بالموت جميع ذرية ادم كذلك كان سيشملهم الحكم بالحياة لو ان ادم ثبت فى طاعة الله ولم يعص وصيته والدليل على ذلك ما قاله الله لادم وحواء عند خلقتهما وقبل السقوط ” اثمروا واكثروا واملأوا الارض واخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الارض ” تك 1 : 28
ولأنه كما شمل الحكم بالموت جميع البشر كذلك شملهم عمل الفداء الذى قام به اقنوم الابن المتجسد ” فانه اذ الموت بانسان : بانسان ايضا قيامة الاموات لانه كما فى ادم يموت الجميع هكذا فى المسيح سيحيا الجميع ” ( 1 كو 15 : 21 ، 22
:بعد السقوط اصبح امامنا عدة احتمالات
ان يترك الله الانسان ليموت ويفنى الى الابد : وفى هذا انتقاص لمحبة الله ورحمته كما ان هذا انتصار لمملكة الشيطان على الله وعلى مقاصده فى خلقة الانسان وفيه ايضا اهانة لله واتهام له بالفشل فكيف تهلك صورة الله الخالدة فى الانسان …. اذن لا يمكن ان يفعل الله ذلك
ان يسامح الله الانسان ويغفر له : وفى هذا انتقاص لعدل الله كما ان هذه المغفرة لن تجدد طبيعة الانسان التى فسدت بالتعدى والعصيان … اذن لا يمكن ان يفعل الله ذلك