قيل عن شاب إنه كان في أقسى لحظات حياته، إذ كان فاشلاً وخائرًا يوشك أن ينهار،
وفي تلك اللحظة التعسة، التقى بالواعظ المشهور هنري دراموند، ولم يفعل دراموند أكثر من أنه مد يده ومس بها كتف الشاب، ونظر إليه بعينين تفيضان عطفًا وحنانًا،
وغيرت اللمسة الشاب، وقال فيما بعد إنه نسى في الحياة أشياء كثيرة، ولكنه لم ينس لمسة السيد هذه، وظل وقعها على كتفه ونفسه بعيد الأثر، والمسيح في كل وقت يريد أن يؤكد لنا لمسته الرقيقة الممتلئة بالحنان والحب والعطف...
على أن اللمسة كانت أكثر من ذلك، إذ كانت اللمسة القادرة المعجزية العجيبة، فهذا الرجل لو أننا قدمناه لأطباء العالم لربما أجروا أبحاثًا عديدة عليه، ليعلنوا في نهايتها فشلهم ويأسهم، وأنه في أفضل الحالات، يمكن أن يكون نموذجًا يهتدون به، لمكافحة علة قد وجدوا بارقة أمل، فإنهم قد يخضعونه لعمليات جراحية متعددة، ربما تعطي نتائج محددة، وإذا أعطت فبعد زمن يطول أو يقصر، لكن لمسة المسيح شيء يختلف تمامًا عن هذا كله، إنها تنجز كل شيء بسرعة البرق. إنها لا تعرف التغيير المجزأ أو التغيير التدريجي، إذ هو يغير وينقذ ويخلص إلى التمام، إن القصة تعلن لنا أنه: للوقت انفتحت أذناه وانحل رباط لسانه وتكلم مستقيمًا
" مر 7: 3 "