أﻧﻬﻰ ﺍﻷﺏ ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ ﻃﻘﻮﺱ ﺍﻟﻘﺪﺍﺱ ﺍﻷﻟﻬﻰ ﻭﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺳﺮ ﺍﻟﺘﻨﺎﻭﻝ.
ﺣﻴﻨﺌﺬٍ ﺗﻮﻗﻒ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺛﻢ ﺇﺳﺘداﺭ ﻣﻮﺍﺟﻬﺎً ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺬﻯ ﻛﺎﻥ ﻗﺴﻤﺎً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻣﻨﻪ ﻗﺪ ﺑﺪﺀ ﻓﻰ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻟﻠﺘﻨﺎﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺔ، ﻭﻭﻗﻒ ﻓي ﻣﻮﺍﺟﻬﺘﻬﻢ ﻗﺎﺋﻼً:
ﻳﺎ ﺃﺣﺒﺎئي ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺘﻘﺪﻡ ﻟﻠﺘﻨﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺃﺏ ﺇﻋﺘﺮﺍﻑ ﻭﻟﻢ ﻳﻤﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﺘﺮﺍفه ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ، ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺻﺎﺋﻤﺎً، ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﻣﺒﻜﺮﺍً ﻟﻠﺼﻼﻩ.
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻧﻬﻰ ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ ﺟﻤﻠﺘﻪ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﺑﻌﻀﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻘﺪﻣﻮﺍ ﻟﻠﺘﻨﺎﻭﻝ ﻭﻋﺎﺩﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﺎﻋﺪﻫﻢ.
ﻓﻮﺟﺊ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﺑﺎﻟﻜﺎﻫﻦ ﻳﻮﺟﻪ ﻛﻼﻣﻪ ﻟﻬﻢ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻗﺎﺋﻼً:
ﻭﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ أﻫﻤﻞ ﻓﻰ ﺻﻼﺗﻪ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﺃﻭ ﻛﺎﻥ ﻣﺨﺎﺻﻤﺎً ﻷﺣﺪ ﺃﻭ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻓﻜﺮﺍً ﺭﺩﻳﺎً ﺃﻭ ﻧﻈﺮﺓ ﺷﺮﻳﺮﺓ ﺃﻻ ﻳﺘﻘﺪﻡ ﻟﻠﺘﻨﺎﻭﻝ.
ﺇﻧﺪﻫﺶ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﻗﺴﻤﺎً ﺁﺧﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﺎﻋﺪﻫﻢ.
وتابع ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ قائلاً:
ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﺃﺧﻄﺄ ﻷﺧﻴﻪ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﺃﺩﺍﻥ ﺷﺨﺼﺎً في ﺍﻟﺴﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻠﻦ ﺃﻻ ﻳﺘﻘﺪﻡ ﻟﻠﺘﻨﺎﻭﻝ.
ﻓﻨﻈﺮ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﺑﺪﻫﺸﺔ ﻋﻈﻴﻤﻪ ﻷﺑﻴﻬﻢ ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ التي ﻳﺴﻤﻌﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻨﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ، ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ التي ﺇﻧﺘﺎﺑﺘﻬﻢ، ﻓﻘﺪ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﻋﺪﺩﺍً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻣﻤﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺘﻘﺪﻣﻴﻦ ﻟﻠﺘﻨﺎﻭﻝ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺒﻖ ﺳﻮﻯ ﻋﺪﺩﺍً ﻗﻠﻴﻼً ﺟﺪﺍً.
لم ﻳﻜﺘﻔي ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ ﺑﺬﻟﻚ ﺑﻞ ﺇﺳﺘﻤﺮ ﻗﺎﺋﻼً:
ﺇنني ﺃﺭﻯ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺪﺍﻡ ﻓﻰ ﺻﻔﻮﻑ ﺍﻟﺘﻨﺎﻭﻝ، ﺇﺳﺘﺪﺍﺭ ﻣﻮﺟﻬﺎً ﻛﻼﻣﻪ ﺇﻟﻴﻬﻢ:
ﻛﻞ ﻣﻦ ﺃﻫﻤﻞ ﻣﻨﻜﻢ ﻣﺨﺪﻭﻣﺎً ﺃﻭ ﺣﺎﺩ ﻋﻦ ﻫﺪﻑ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺃﻭ ﺇﺗﺨﺬﻫﺎ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﻈﻬﻮﺭ ﺃﻭ ﻟﻤﺠﺪ شخصي ﻻﻳﺘﻘﺪﻡ ﻟﻠﺘﻨﺎﻭﻝ.
ﺗﺴﻤﺮ ﻋﺪﺩﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺪﺍﻡ في ﺻﻔﻮﻑ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻭﻟﻴﻦ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻭﻓﻜﺮ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺘﺮﺩﺩﺍً ﻓﻰ ﺍﻟﺘﺮﺍﺟﻊ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻨﻜﺸﻒ ﺗﻘﺼﻴﺮﻫﻢ ﺇﻻ أﻧﻬﻢ ﺗﺮﺍﺟﻌﻮﺍ ﺃﺧﻴﺮﺍً ﻭﻋﺎﺩﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﺎﻋﺪﻫﻢ.
ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺒﻖ ﺳﻮﻯ ﻋﺪﺩﺍً ﻻ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﺃﺻﺎﺑﻊ ﺍﻟﻴﺪﻳﻦ.
ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺇﺳﺘﻤﺮ ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ في ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻮﺟﻬﺎً ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﻟﻤﻦ ﺗﺒﻘﻰ في ﺻﻒ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﻴﻦ ﻟﻠﺘﻨﺎﻭﻝ ﻭﻗﺎﻝ ﻭﻫﻮ ﻳﻀﻐﻂ ﺑﺒﻂﺀ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻭﻑ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ:
ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻇﻦ ﻓﻴﻜﻢ ﺇﻧﻪ ﺃﺑﺮ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺗﺮﺍﺟﻌﻮﺍ، ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﺃﺩﺍنني في ﻗﻠﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺎﻗﻠﺘﻪ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺃﻻ ﻳﺘﻘﺪﻡ ﻟﻠﺘﻨﺎﻭﻝ ﻓﺘﺮﺍﺟﻌﺖ ﺍﻟﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺔ وهي تحني ﺭﺃﺳﻬﺎ لﻷﺳﻔﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺠﻞ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻘﺪﻡ ﺃﺣﺪ ﻟﻠﺘﻨﺎﻭﻝ.
ﺣﻴﻨﺌﺬٍ ﺗﻨﻬﺪ ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ ﻭﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﺒﺘﺴﻤﺎً وﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ:
ﻗﺪ ﻋﻠﻤﺘﻢ ﺍﻵﻥ ﻳﺎ ﺃﺣﺒﺎئي ﺃﻧﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻻﻧﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﺘﻨﺎﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪﻡ ﺑﺮﻧﺎ.
ﻭﻻﻳﻮﺟﺪ ﺃﺣﺪ ﺑﻼ ﺧﻄﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﺘﺮﻓﺎً وفي ﻃﺮﻳﻘﻪ ﻟﻠﺘﻨﺎﻭﻝ.
ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺮﻳﺪﻧﺎ ﻛﻤﺎ ﻧﺤﻦ ﺑﻜﻞ ﺿﻌﻔﻨﺎ ﻭﺧﻄﺎﻳﺎﻧﺎ ﻟﻴﻤﺤﻴﻬﺎ ﻫﻮ ﻟﻨﺎ ﺑﺪﻣه.
ﺇﻥ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﻟﻠﻤﺮﺿﻰ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻧﺰﻫﺔ ﻟﻸﺑﺮﺍﺭ.
ﻳﺴﻮﻉ ﻳﻘﺒﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺨﻄﺎﻩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻭﻟﻬﻢ ﺃﻧﺎ، ﻓﻤﻦ ﺃﻧﺎ ﺣﺘﻰ ﺃﻣﻨﻌﻬﻢ؟
ﻓﻠﺘﺘﻘﺪﻣﻮﺍ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻟﻠﺘﻨﺎﻭﻝ ﻣﺤللين ﻣﺒﺎﺭﻛﻴﻦ.
ﻭﺇﻧﺘﻬﺰﻭﺍ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ...
ﺗﻘﺪﻣﻮﺍ ﺑﻜﻞ ﺧﻄﺎﻳﺎﻛﻢ ﻭﻧﻘﺎﺋﺼﻜﻢ...
ﺗﻘﺪﻣﻮﺍ ﺑﻜﻞ ﻫﻤﻮﻣﻜﻢ ﻭﺃﻭﺟﺎﻋﻜﻢ...
ﺗﻘﺪﻣﻮﺍ ﺑﻜﻞ ﻃﻠﺒﺎﺗﻜﻢ ﻭﺃﺣﻼﻣﻜﻢ...
ﻛﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎﺭﺏ ﻭﻟﻴﺲ ﻛﺨﻄﺎﻳﺎﻧﺎ... آﻣﻴﻴﻴﻴﻴﻦ...
ﻟﻜﻦ ﻓﻠﻴﻘﺪﻡ ﺟﻤﻴﻌﻨﺎ ﺗﻮﺑﻪ ﺩﺍﺋﻤﺔ ﻭﻣﺴﺘﻤﺮﺓ ﻭﻻﺗﻨﺴﻮﺍ ﺃﺑﺪﺍً ﺃﻧﻪ ﺑﺠﻮﺍﺭ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟله ﻳﻮﺟﺪ ﻋﺪﻟﻪ ﺃﻳﻀﺎً.