✞ الـمـسـؤولـيــة، رجـولــة وإلـتــزام...
عندمـا تـدرك البجـعـة، أن صغـارها مهـدّدون بالمـوت، بسـبب لدغـة الأفعى، تقـوم بالوقوف فوق صغـارها الضعفـاء، وتنقـر علـى جنـبـهـا، حتـى يـبـدأ الـدم، بالـنـزف مـن الـجـرح، الـذي أدمـت به نفسـها، فتسـقط قطـرات الـدم مـن الأم، إلى أفـواه صـغـارهـا، وعلى الفـور، يتلـقـون الـدواء مـن الـدم المحـتـوي على التـرياق المضـاد للسـُّم..!! ذلـك أنّ البـجـع، يتـغـذّى علـى الأفـاعـي فيكتسـب منـاعـةً في دمـه لسـمّها، فيصبح تريـاقـاً.
هـذه أيقونة للـعـمـل الخـلاصـي، الـذي قـام بـه الـرب يسـوع، حيـن فـدى البشـريـة جمـعـاء، بدمـه الطاهـر. تصلي الكنيسـة في جنـاز المسـيح، يـوم الجمعـة العظيـم: "لقـد جُـرحَ جنبـكَ كجـرح القـوق (طائـر البـجـع أو الغيهـب البـري)، بـه أحييـتَ أولادك المائتيـن، إذ سـكبـتَ عليهـم مجـرى الحيـاة".
إنـهـا أيضـاً، أيقونة، علـى كـل انسـان أن يتمثّـل بـهـا. ابتـداءً مـن الأهـل مـع أولادهـم. والـرؤسـاء مـع المسـؤوليـن عنـهـم. والمعلـم في المدرسـة مـع طلابـه. والطبـيـب في المستشفى مـع مريضـه. والمهنـدس بنزاهتـه في مشـاريع البـنـاء. وعلى كـل شـخـص فـي مـوقـع المسـؤوليـة، أن يلتفـت لمـصـلـحـة الـعـاملـيـن مـعـه فـي بـنـاء الـوطـن. وأن يـبـذل نفـسـه، مـن أجلـهـم.. ويتـخـذ مـن هـذا الطـائـر نمـوذجـاً فـي التضحـيـة، والفـداء وأن يُـقـدّم كـل مـا لـديـه مـن امكـانـيـات مـعـنـويـة وماديــة. فالمسؤولـيـة هي رجـولــة في المواقـف، وشهـامـة فـي أخـذ الـقـرارات الجـريـئــة، وإنـقـاذ الـنـاس، مـن الـدمـار الـنـفـسي، ومـن الـمـوت قـهـراً، قـبـل فـوات الأوان. ومـن لـه
أُذنـان للسـمـع فلـيسـمـع..!!