كانت مدينة "ذاذيس" مركزاً تجارياً في قبرص.
وكان يوجد بالقرب منها متوحد شيخ اسمه "ايسيذوروس"، يبكي متنهداً دون انقطاع.
وعندما كان أي إنسان يدنو ليعزبه كان يجيبه:
"أنا خاطئ جداً، لم يوجد أحد مثلي منذ آدم إلى الآن، لا تظنوا أني أبالغ في كلامي، إنني لم أجد أحد خطيئة مثل التي اقترفتها".
وهذه قصتي...
ويروي قصته قائلاً:
حين كنت في العالم، كانت لدي زوجة مسيحية تقية أرثوذوكسية، في حين كنت أنا من أتباع إحدى الهرطقات.
ذات يوم علمت أن زوجتي مضت إلى الكنيسة المجاورة لتتناول.
فهرعت لكي اعيقها من مبتغاها، لكني وجدتها قد تناولت وعادت إلى البيت.
فامسكتها من عنقها وصفعتها واجبرتها أن تتقيئ جزء من المناولة المقدسة.
وعندما حدث ذلك اخذت الجزء ورميته خارجاً من النافذة.
فرأيت في الحال حمامة تنزل وتأخذ المناولة الإلهية.
بعد يومين ظهر أمامي رجل أسود يرتدي ثوباً ممزقاً وقال لي:
أنا وأنت سننال العقاب ذاته.
سألته: ومن أنت؟
أجابني: أنا الذي صفع الرب يسوع على فكه في وقت آلامه.
وبعدما قال هذا اختفى في الحال.
وأنهى الراهب كلامه قائلاً:
لهذا السبب لا أقدر أن أتوقف عن النحيب.
"الخاطئ لا يقبل الصواب ويبقي الشريعة على هواه ليفعل ما يريد".
(يشوع بن سيراخ 32:17)